مجلة البيان للبرقوقي/العدد 13/أبطال العالم
مجلة البيان للبرقوقي/العدد 13/أبطال العالم
مشروع جليل جديد في العربية
(إلى كل قارئ وكل قارئة)
قال توماس كارليل صاحب كتاب الأبطال: أن تاريخ الدنيا: أي تاريخ ما أحدث الإنسان في هذا العالم: إنما هو تاريخ من ظهر الدنيا من العظماء. فهم الأئمة، وهم المكيفون للأمور، وهم الأسوة والقدوة، وهم المبدعون لكل ما وفق إليه أهل الدنيا: وكل ما بلغه العالم وكل ما تراه قائماً في هذا الوجود كاملاً متقناً فاعلم أنه نتيجة أفكار أولئك العظماء الذين اصطفاهم الله وأرسلهم إلى الناس ليؤدي كل ماناطته به القدرة الإلهية من الخير. فروح تاريخ العالم إنما هو تاريخ أولئك الفحول.
ومن هنا أجمعنا النية على القيام بعمل عظيم سوف يصادف في اعتقادنا موقعاً حسناً من نفس كل ناطق بالضاد ومن نفس كل قارئ وكل قارئة وكل الرجال وكل الشباب وبالجملة كل من يهمه أن يمتع نفسه ويشحذ ذهنه ويرهف حسه ويقوي مداركه ويقف على روح العلم والأدب والفلسفة والتاريخ وحياة العظماء في أحسن أسلوب وألذه وأمتعه أما هذا العمل العظيم فهو حلقات من الكتب والأسفار كل حلقة خصيصة ببطل من أبطال العالم كتاباً كانوا أو شعراء أو فلاسفة أو علماء أو روائيين أو قواداً أو روحانيين وسواء كانوا عرباً أو غير عرب. وهذه الحلقة تصدّر بفذلكة في تاريخ البطل ثم يلي ذلك أطيب ما قاله.
وذلك أن نظهر في كل أسبوع أو كل أسبوعين أو كل شهر - حسب رواج هذا العمل وإقبال القراء عليه_جزأ يقع في ثمانين صفحة. عشرون منها أو قريب من ذلك في تاريخ البطل (وليكن فكتور هوجو مثلاً) والستون الباقية نثبت فيها أحسن ما كتبه في كتبه ورواياته فإن لم تكف الستون صفحة أردفنا هذا الجزء بجزء آخر في حجمه ننشر فيه بقية مختارات هوجو وهلم جراً أي أننا سنرصد لكل بطل حلقة قد تبلغ الخمسة أجزاء وقد لا تتجاوز الجزء الواحد،_وقد أسلفنا أننا سنكتب عن كل بطل في العالم شاعراً كان أو كاتباً أو روائياً أو فيلسوفاً أو عالماً أو مخترعاً أو قائداً روحانياً. وكان مصرياً أو تركياً أو عربياً أو انكليزياً أو فرنسياً أو ألمانياً أو روسياً أو صينياً أو هندياً أو فارسياً الخ_ومن ثم سيرى القراء من هذا العمل أعجب العجب، ولب لباب التاريخ والعلم والأدب بل سيرون، دائرة معارف عربية جامعة لكل ما تشتهيه الأنفس وتقر به الأعين ويصبحون بقراءته أدباء وعلماء وفلاسفة ومؤرخين وكل شيء.
أما القائم بكتابة هذه الأسفار النافعة فهو صاحب هذه المجلة وصفوة العلماء والأدباء في مصر - وأما القائم بطبعه ونشره والذي يخاطب في شأنه فصاحب هذه المجلة وحده.
هذا وسيكون ثمن الجزء الواحد قرشان مصريان وللمقيم بعيداً عن القاهرة أن يشترك في خمسة أجزاء ثم في خمسة أجزاء أخرى وهكذا وقيمة الإشتراك في الخمسة أجزاء 12 لأننا سنرسلها إلى حضرته مسوكرة (مسجلة) والقيمة تدفع مقدماً (طبعاً) وسنظهر الجزء الأول من هذه الأسفار في أوائل يناير القادم ومن أحب أن يشترك فليرسل إلينا الخمسة عشر قرشاً حوالة على البريد والله الموفق.