لو يرد الردى ببذل الأيادي
المظهر
لو يُرَدّ الرّدى ببَذلِ الأيادي
لو يُرَدّ الرّدى ببَذلِ الأيادي،
أبقَتِ المَكرُماتُ كعبَ الإيادي
ولأبقَتْ فتى المُهَذَّبِ أيدٍ
طوقتْ بالندى رقابَ العبادِ
ولو أنّ الحمامَ يدفعُ بالبا
سِ، وبِيضِ الظُّبَى وحُمرِ الصِّعادِ
لحمتهُ يومَ الهياجِ حماةٌ
تُرعِفُ البِيضَ من نجيعِ الأعادي
وكُماةٌ يُظِلّها من وَشيجِ الـ
ـخطّ غابٌ يسيرُ بالآسادِ
بصفاحٍ تخالُ موجَ المنايا،
في صفا متنِها عيونُ الجرادِ
كلّ صافي الفرندِ بالماءِ رَ
يّان ولكنّهُ إلى الدّم صادي
غَيرَ أنّ الأيّامَ بالخَلْقِ تجري
لبلوغِ الآجالِ جَريَ الجِيادِ
كيفَ تَرجو المَقامَ، والخَلقُ سَفرٌ،
نحنُ رَكبٌ وحادثُ الدّهرِ حادي
أينَ رَبّ السّريرِ والحِيرَةِ البَيـ
ـضاء، أم أينَ ربّ ذاتِ العمادِ
إنّ أسبابَ فاصلاتِ المَنايا
قد أبادتْ فرعونَ ذا الأوتادِ
ما اعتمادي على الزّمانِ، وقد أو
دى بمَولًى عليهِ كانَ اعتمادي
بمديدِ الظلالِ مقتضبِ الرّا
يِ بسيطِ النّدى طويلِ النجادِ
مُسرِفٍ في السّماحِ يُوهمُهُ الجو
دُ بأنّ الإقصادَ في الإقتصادِ
لم تُرَنّحْ أعطافَهُ نَسمَةُ الكبْـ
ـرِ، ولا أقتادهُ عنانُ العنادِ
حاكمٌ حُكمَ المؤمِّل في الما
لِ، وقاضٍ قضَى بحَتفِ الأعادي
وسرَتْ منهُ سيرَةُ العَدلِ في النّا
سِ مسيرَ الأرواحِ في الأجسادِ
شمسُ دينِ اللَّهِ الذي ضَبَطَ الأحـ
ـكامَ ضبطَ الأموالِ بالأعدادِ
ربَّ حلمٍ للبطشِ فيهِ كمونٌ،
كلظَى النّارِ كامناً في الزنادِ
سطوةٌ تظمىءُ الرواةَ منَ الرّعـ
ـبِ، ونطقٌ يروي النفوس الصوادي
وانتقادٌ، إذا جلتْ ظلمةُ اللّفـ
ـظُ كأنّ العِدى فيهِ في جلادِ
ذو يراعٍ رطبِ المشافرِ يبسِ الـ
ـمَتنِ جَمِّ الضّميرِ خُلوِ الفُؤادِ
كنتَ فيها خِلواً من الحُسّادِ
نَ صبياً، كمبضعِ الفصادِ
فإذا ما جَرَى بحَلبَةِ طرسٍ
ركضَ الرّعبُ في قلوبِ الأعادي
يطلقُ اللفظَ في السجلّ فيأتي
بالمَعاني مَقرونَةً في صِفادِ
ما رأينا من قَبلِ مَجراهُ خَطّاً
ساطعَ النّورِ في ظَلامِ المِدادِ
كلُّ خطٍّ سوادهُ في بياضٍ،
وتَراهُ بَياضُهُ في السّوادِ
أينَ خَصبُ الأكنافِ في الزّمنِ الما
حلِ، والسبطُ في السنينَ الجعادِ
والجوادُ السهلُ اللقاءِ، إذا ما
كانَ سهلُ اللقاءِ غيرَ جوادِ
سَلَبتهُ الأيّامُ غَدراً، وكانتْ
طَوعَ كَفّيهِ في الأمورِ الشّدادِ
وأُصيبَتْ لفَقدِهِ، فلهَذا
ألبستْ بعدهُ ثيابَ حدادِ
كانَ عَضداً للآملينَ، فأمسَى
بنَواهُ يَفُتّ في الأعضادِ
كان زينَ الأولاد والمالِ إن زيـ
ـنَ سواهُ بالمالِ والأولادِ
يا حُساماً ما خِلتُ أنّ أديمَ الـ
ـأرضِ يُمسي لهُ منَ الأمجادِ
كنتَ يَومَ النّدى سَريعاً إلى البِـ
ـرّ، ويَومَ الرّدى أبيَّ القِيادِ
أيُّ نادٍ للجودِ لم تكُ فيهِ
حاضراً بالنّدى، وذِكرُكَ بادِ
أصبَحتْ بعدَكَ المَكارِمُ فُقراً،
والمَعالي عَواطِلَ الأجيادِ
وتُوُفّي السّماحُ، يومَ توُفّيـ
ـت، فهَل كنتما على ميعادِ
فعَزيزٌ على المَكارِمِ أن تَخـ
ـفَى، وفي النّاسِ طيبُ ذكرِك بادِ
أو يُنادى للمَكرُماتِ، فلا يَسـ
ـبقُ منكَ النّدى نداءَ المنادي
رَقدَةٌ ما نَراكَ من قَبلِها ذُقْـ
ـتَ عن المَكرُماتِ طَعمَ رُقادِ
أحسنَ اللهث عنكَ صبر المعالي،
وعَزاءَ الإنشاءِ والإنشادِ
وأطالَ اللَّهُ عُمرَ مَراثيـ
ـكَ فإنّي فيها حليفُ اجتهادِ
وسقَتْ قبرَكَ الغَوادي، وإن كا
نتْ دموعي روائحاً وغوادي
فَلَعمري لقد عَهدتُ إلى الدّمـ
ـعِ ليُغنيهِ عن دُموعِ العِهادِ