لو كان سرك للوشاة معرضا
المظهر
لو كان سرك للوشاة معرضا
لو كان سرك للوشاة معرضا
لم أغض من دمعي على جمر الغضا
حاشى لودك في الحشى أن ينقضي
ولعهد حبك في الحشى أن ينقضا
ما خاب من أسرت مواقع طرفه
فاستنجد الصبر المحب المبغضا
خفيت على الواشي سرائر وجده
وإن استطار بها الغرام وأرمضا
وسما الرقيب له فأغمض دمعه
صون الهوى في ناظر ما أغمضا
ولربما أجرى غمام جفونه
برق أضاء له على ذات الإضا
وبملتقى الأهواء جؤذر رملة
أقبلت ذاوله عليه وأعرضا
شفع المواعد بالمطال مخافة
أن ينقضي أجل الوصال المقتضى
ألف النوى فقضيت دون لقائه
ليلا تواكبه النجوم مفضضا
حتى إذا نازلت فارس لحظه
ما زلت منه محاربا ومحرضا
في معرك نضيت جفون ظباته
عن أعين كفت الظبى أن تنتضى
يا قاتل الله النصال...
حدق الغواني ما أصح وأمرضا
ولكم قصرت بكل قاصر طرفه
منها طراق الليل حتى قوضا
واصلته متسرعا متمتعا
وجلوته متبسطا متقبضا
باتت تنال يدي على رغم النوى
ما يقتضى منه وما لا يقتضى
وإذا سقى فمه الرحيق مقبلا
حيا بتفاح الخدود معضضا
ما اسود في يوم الصدود فإنه
يلقاك في ليل التواصل أبيضا
هذا وكم جاريت في طلق الصبا
سلس القياد وكان صعبا ريضا
عاقرت مبهم عتبه حتى بدت
غرر الرضاء على خلال أبي الرضا
وعلى جلال الدين فرط مهابة
محض الكمال لها الجمال وأمحضا
يزداد من كل السواد تحببا
حينا وما كل السواد مبغضا
كالبحر ما بات الرجاء مناجيا
عنه المنى إلا أطال وأعرضا
إن يهجع الوزراء لم ير عزمه
في الملك إلا ناهضا أو منهضا
أو أعرض الكرماء عنك رأيته
متصديا لك بالندى متعرضا
لو لم يكن لبنانه شيم الحيا
ما أزهر القرطاس منه وروضا
ما أعرض المعنى المعنى حيلة
إلا ثناه مصرحا ومعرضا
يعيي السعاة مراسلا ورسيله
ينضي الطروس مسودا ومبيضا
ما جاش في صدر الملطف صدره
إلا ظننت الجيش قد ملأ الفضا
تنداح دوحة مجده من معشر
ما زال طفلهم وزيرا مرتضى
شرعوا على دين السماح شريعة
حمت المحارم أن تمس وتعرضا
أمرت ونص على ابن أحمد أمرها
فوليت مردودا إليك مفوضا
فأبى ارتياحك دون ذاك حمية
أن يستباح وغيره أن يرفضا
ملك المساعي الغر لا يخشى الوفا
حاشى بناء العز أن يتقوضا
آتاك فرعا منك حلق أصله
يأبى الذي رفع السما أن يخفضا
فانهض بجدك قاطنا أو ظاعنا
واقطع بحدك مغمدا أو منتضى
لا زال عزمك في الحوادث ماضيا
كالسيف مطبوع الغرار على المضا
لهفي على زمن بقربك فاتني
يا ليتني استقبلت منه ما مضى
بل ليت شعري كيف شعري بعدما
نغضت مكامنه لديك فأنغضا
واخجلتا لسبيكة مسخوطة
إن لم تكن جليت على عين الرضا
جاءتك راكضة لو أن عنانها
يندى بهيبتها الحيا أن يركضا
كانت محجبة بفضل قناعها
حتى نضا عنها ارتفادك ما نضا
فعلى علاك تبرجت معروضة
ألا تلفعت الخفارة معرضا
ولئن أسمت الطرف في ميدانه
فلربما سبق المجل فأحمضا
أهدى لها الشرف استماعك فادعت
نسب الرضي نباهة والمرتضى
وحوت بقربك بعد غايات العلا
فقضى لها بالسبق أعدل من قضى