انتقل إلى المحتوى

لما مضى اليوم حميدافانصرم

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لمَّا مَضَى اليومُ حَميداًفانصَرَمْ

​لمَّا مَضَى اليومُ حَميداًفانصَرَمْ​ المؤلف السري الرفاء


لمَّا مَضَى اليومُ حَميداًفانصَرَمْ
و مَدَّ سِجْفَيْهِ الظَّلامُ المُدْلَهِمّ
مِلْنا إلى فِلْقَةِ مأثورٍ خَذِمْ
يَلْقى بها فِلقةَ صَيْخودٍ أَصَمّ
فيَبسِمانِ في اللقاءِ عن ضَرَم
يَطيرُ كالبرقِ خَفا ثم اكتتمْ
و تارةً يَسقُطُ في بالٍ أحمّ
فيَجتَبيهِ بقَضيبٍ كالقَلَم
تأخُذُهُ أزرقَ كالخَدِّ لُطِمْ
حتى إذا وَلَّدَ ناراً تَضْطَرِمْ
قُمنا بها نَهْتِكُ أستارَ الظُّلَمْ
و بِيبَنا ذاتُ ضَجيجٍ تَختَصِمْ
إنْ نامَ غِزلانُ الصَّريمِ لم تَنَمْ؛
نَقرَعُها بينَ الوِهادِ والأَكَمْ
قَرْعَ النَّواقيسِ إذا الصُّبحُ ابتَسَم
تؤمُّ مخلوعَ العِذارِ حيثُ أَمّ
أبيضَ مُسوَدَّ الخِلالِ والشِّيَم
له على الصَّحْبِ أَيادٍ وكَرَمْ
و نِعَمٌ هُنَّ على الوَحْشِ نِقَمْ
أسرعُ قبلَ الشَّدِّ من سَيْلِ العَرِمْ
يَقدُمُنا إلى الكِناسِ المُكْتَتَمْ
مُسائِلاً عنه الصَّباو هي تَنُمّ
حتى إذا الشَّربُ تراءَى من أَمَمْ
حَيرانَ قد أَلبسَه الذُّعْرُ لمَمْ
صَدَّ فَوافَى ثم أَلقَى للسَّلَمْ
و ظَلَّ نَهباً بالأَكُفِّ مُقتَسَم
لم يَشكُ من نابٍ ولا ظِفْرٍ أَلَمْ
فما اعتلى في الشَّرقِ للصُّبحِ عَلَمْ
حتى لَخَضَّبْنَا المِدَى منه بِدَمْ
و أصبحَتْ أطرافُنا مثلَ العَنَم
و ارتفعَتْ قُدورُنا على اللَّقَم
قائلةً للرَّكْبِ بالغَلْيِ هَلُمّ
فنحنُ في خَفْضٍو في ظِلٍّ نِعَمْ
لنا من البِيضِ حُصُونٌ وعِصَمْ