لما رأيت وجودي ما رأيت عمى

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لما رأيتُ وجودي ما رأيتُ عمى ً

​لما رأيتُ وجودي ما رأيتُ عمى ً​ المؤلف محيي الدين بن عربي


لما رأيتُ وجودي ما رأيتُ عمىً
ولمْ أزلْ في عمىً منه إلى الأبدِ
إذا يحددني في كلِّ آونة
فلا أزالُ مع الأنفاسِ في كبدِ
كذا أتتنا به الآياتُ ناطقة
بقافٍ وأنزلها في سورة البلد
من فوق سبعِ سمواتٍ منزلةٍ
على حقيقةِ ذي روحٍ وذي جسدِ
أتى بها تبلغ الأسماعَ دعوته
عن اذن منزلها ألواحد الصمد
فعندما سمعتْ أذني تلاوتَهُ
بالوهمِ في قبةٍ قامتْ على عمدِ
مربعُ الشكلِ والأملاكُ تحرسهُ
من كلِّ ذي حسدٍ والكلُّ ذو حسدِ
من جنسهِ فجميعُ الخلقِ تحسدُهُ
من الملائكةِ العالين بالسَّند
إنَّ الذي تحتَ أرضَ الأرضِ منزلهُ
لمحرقون بنور النجم للرصد
لأنهُ نسخةٌ من كلهمْ فلهُ
هذا السفوفُ فقلْ خيراً ولا تزدِ
لما رأيتُ لهُ حكماً على جسدي
علمت منه الذي ألقاه في خلدي
لولا تطابقُ ألفاظِ الكتابِ على
عين المعاني لكان الخلقُ في حَيَد
فليس إعجازه إلا نزاهته
عن الأباطل هذا سرُّه وقد
وما سواه فأقوال مزخرفة
ليستْ من الخلاقِ في شيءٍ فلا تعدِ
إن القرآن لنور يُستضاء به
يهدي مع السنة المثلى إلى الرشد
فخذ به صعداً إنْ كنتَ في سفل
وخذْ بهِ سفلاً إنْ كنتَ في صعدِ