لك الله إن حاربت فالنصر والفتح

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لك الله إن حاربت فالنصر والفتح

​لك الله إن حاربت فالنصر والفتح​ المؤلف ابن القيسراني


لك الله إن حاربت فالنصر والفتح
وإن شئت صلحا عد من حزمك الصلح
وهل أنت إلا السيف في كل حالة
فطورا له حد وطورا له صفح
سقيت الردينيات حتى رددتها
ترنح من سكر فحل القنا تصحو
وما كان كف العزم إلا إشارة
إلى الحزم لو لم يغضب السيف والرمح
وقد علم الأعداء مذيت جانحا
إلى السلم ما تنوي بذاك وما تجو
إذا ما دمشق ملكتك عنانها
تيقن من في إيليا أنه الذبح
متى التفت نقع الجحفلين على الهدى
فلا مهمة يحوي الضلال ولا سفح
إذا سار نور الدين في الجيش غازيا
فقولا لليل الإفك قد طلع الصبح
تركت قلوب الشرك تشكو جراحها
فلا زالت الشكوى ولا اندمل الجرح
صبرت فكان الصبر خير مغبة
فسيق إليك الملك يسعى به النجح
كأن القنا تجلو له وجه أمره
ولو أمهلت بلقيس ما غرها الصرح
بدولتك الغراء أصبح ضدها
بهيما ولولا الحسن ما عرف القبح
وكم من قريح القلب لو بات واردا
موارد هذا العدل ما مسه قرح
سخابك هذا الدهر جودا على الورى
على أنه ما زال في طبعه شح
وقد كان يمحو رسم كل فضيلة
ونحن نراه اليوم يثبت ما يمحو
بك ابتهج الألباب وانتهج الحجا
وأثمرت الآداب وأطرد المدح
ولاذت بك التقوى وعاذت بك العلا
ودانت لك الدنيا وعزبك السرح
فلا قلب إلا قد تملكته هوى
ولا صدر إلا قد جلاه لك النصح
وما الجود في الأملاك إلا تجارة
فمن فاته حمد الورى فاته الربح
ولم أختصر ما قلت إلا لأنني
أعبر عما لا يقوم به الشرح