انتقل إلى المحتوى

كتمت من أسماء ما كان علن

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

كتَمْتُ من أسماءَ ما كانَ عَلَنْ

​كتَمْتُ من أسماءَ ما كانَ عَلَنْ​ المؤلف الشريف المرتضى


كتَمْتُ من أسماءَ ما كانَ عَلَنْ
يومَ طُلولٍ ورُسومٍ ودِمَنْ
لولا ليالي الخَيْفِ ماكانَ لنا
قلبٌ على حبِّ الغواني مُرْتَهَنْ
عَنَّ لنا منكِ على وادي مِنىً
نَوْءُ غرامٍ ليتَهُ ماكانَ عَنْ
لم تقصدى رمىَ الجمارِ إنّما
رَميتِنا دونَ الجِمارِ بالفِتَنْ
كم صادَنا ثَمَّ فصِرْنا رِقَّهُ
مِنْ شَعَرٍ جَعْدٍ ومن وجهٍ حَسَنْ
ليتَ قَطيعاً بانَ عنّا باللِّوَى
من بعد أنْ أورطَ حبّاً لم يبنْ
وليتَه مَنَّ بوصلِ حَبْلِهِ
على قلوبٍ لم تُطِقْ حَمْلَ المِنَنْ
نِمْتُمْ وما تعرفُ منّا أعيُنٌ
من بعد أنْ ظعنتمُ طعمَ الوسنْ
راعكِ يا أسماءُ منّي بارقٌ
ضوّأ ما بين العذارِ والذّقنْ
لا تَنْفِري منهُ ولا تَسْتنكري
فهو صباحٌ طالما كان دجنْ
ثاوٍ نأى إذْ رحل الدّهرُ به
وأىُّ ثاوٍ فى اللّيالى ما ظعنْ؟
إنْ كان أحيا الحلمَ فينا والحجى
فإنّه غالَ المزاحَ والأرنْ
كم كعَّ مملوءَ الإهابِ من صِباً
عن العلا وأطلق الهمَّ اليفنْ؟
نحن أناسٌ مالنا محلّةٌ
إلاّ قلالُ الرّاسياتِ والقننْ
ما نقتنى إلاّ لهبّاتِ الوغى
سمرَ الرّماحِ والصّفاحِ والحصنْ
منّا النبىُّ والوصىُّ صنوهُ
ثُمَّ البَتولُ والحسينُ والحَسَنْ
وعمّنا العبّاسُ، من كعمّنا؟
أبناؤه الغرُّ مصابيحُ الزّمنْ
من كلّ مرهوبِ الشّذا دانتْ له
ممالك لمّا تدنْ لذى يزنْ
جرّوا الجيوشَ والزّحوفَ مثلما
جرَّ اليمانيُّون أذيالَ اليُمَنْ
واعتصبوا بالعزّ لمّا اعتصبتْ
ملوكُ لَخمٍ بالنُّضارِ في شَدَنْ
وكم لنا مفخرةٌ دينيّةٌ
أحْذَتْ نِزارٌ كلُّها هامَ اليَمَنْ
سائلْ بنا إنْ كنت لا تعرفنا
سلَّ الظّبا البيضِ وهزّاتِ اللّدنْ
وكلَّ شعواء لها غمغمةُ الشّاكى إذا حنّ لمنْ يشكو وأنّْ
ـشاكي إذا حَنَّ لمنْ يشكو وأنْ
مغبرّةٌ بالنّقعِ حمراءُ الثّرى
إذْ ليس عينٌ للفتى ولا أُذُنْ
نُعدُّ في يومِ الوغَى أنجبَنا
مَن ضربَ القَرْنَ بسيفٍ وطَعَنْ
ومَن تراهُ خائفاً، حتّى إذا
تورّد الحومةَ فى الرّوعِ أمنْ
ومن إذا اعتنَّ هياجٌ لم يَخِمْ
أوْ جاد بالنّيلِ الجزيلِ لم يمنْ
لم تدخل الفحشاءُ فى أبياتنا
ولم نشر يوماً إليهنّ الظّننْ
ليس بهنَّ صَبْوَةٌ ولا صِباً
ولم يصبْ فيهنّ لهوٌ أو دونْ
مَرافِدُ الفقر وأبوابُ الغِنَى
وعصمةُ الخوفِ وعزُّ المُمتَهَنْ
وليس فينا كِظَّةٌ من مَطْعَمٍ
ولم نعبْ قطُّ بما تجنى البطنْ
فقلْ لقومٍ فاخَرونا قبلَ أنْ
ينفّضوا أعراضهمْ من الدّرنْ
أينَ رؤوسُ القومِ من أخامصٍ
فى مفخرٍ أمْ أين وهدٌ من قننْ؟
كيف تُرامونا وأنتمْ حُسَّر
أم كيف تغشون الظّبا بلا مجنْ؟
قد كنتُمُ هادَنْتمونا مرَّةً
ثمَّ التويْتُمْ هُدْنَةً على دَخَنْ
وإنْ تكنْ عِيدانُكمْ صيغَتْ لنا
مِنْ أُبَنٍ فإنَّنا بلا أُبَنْ
وإنْ يَبِتْ أديمُكمْ ذا لَخَنٍ
فلم يكنْ فينا أديمٌ ذا لَخَنْ
شَنَنْتُمُ بغضاءَكمْ فينا، وكمْ
شَنَّ امرأٌ في قومِهِ مالم يُشَنْ
وكم وردتمْ صفونا ولم نردْ
مِن صفوكمْ إلاّ أُجاجاً قد أَسِنْ
ولم نزلْ نحملُ من أثقالكمْ
ما عجزتْ عنه ضليعاتُ البدنْ
دعوا لنا ظاهركمْ ثمّ اجعلوا
قبيحَكُمْ إنْ شِئْتُمُ فيما بَطَنْ
ماذا على مَنْ بجميلٍ ضَنُّهُ
على أخٍ لو كان بالشَّنعاءٍ ضَنْ؟
لولا احتقاري لكُمُ برَيْتُكمْ
ولم أرِدْ تقويمكمْ بَرْيَ السَّفَنْ
لا تَحذروا رَبَّ حُسامٍ صارمٍ
وحاذروا رَبَّ بيانٍ ولَسَنْ
يَفْنَى الفتَى وقولُهُ مخلَّدٌ
يمضى عليه زمنٌ بعد زمنْ
خلِّ لأبناءِ الغِنَى دُنياهُمُ
فمنْ يُهِنْ هذا الثَّراءَ لم يَهُنْ
فإنَّما الرّاحةُ في هجرِ الغِنَى
والمالُ للألْبابِ هُمٌّ وحَزَنْ
سِيّانِ ـ والدّهرُ أخو تبدُّلٍ ـ
خِصْبٌ وجَدْبٌ وهُزالٌ وسِمَنْ
وليس يُنجي مِن ردىً ساقتْ إلى
وروده الأقدارُ مالَ مختزنْ
ولا الرّماحُ والكفاحُ بالظُّبا
ولا الخيولُ والدُّروعُ والجُنَنْ
ولا تُقِمْ على الأذَى في وَطَنٍ
فحيثُ يعدوك الأذى هو الوطنْ
فإنَّما بيتُ فتىً ذي أَنَفٍ
إمّا السّماءُ شاهقاً أوِ الجَنَنْ