عجبت لمن دعا ولمن أجابا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

عجبت لمن دعا ولمن أجابا

​عجبت لمن دعا ولمن أجابا​ المؤلف محيي الدين بن عربي


عجبت لمن دعا ولمن أجابا
وماعلمَ الدعاءَ ولا الجوابا
فلما أنْ تحققَ منْ دعاهُ
وحققَ ما دعاه بهِ أنابا
ولكن بالإبايةِ عن قبولٍ
لدعوته فأخطأ ما أصابا
وأما العارفون به فقاموا
عن الكشفِ الذي يهدي الصوابا
وقرر شرعَه تقرير حبر
وأنزلهُ على شخصِ كتابا
وفازَ المؤمنون به ونالوا
من الله السعادةَ والثوابا
ونالَ المذنبونَ كثيرَ عفوٍ
وفي الدنيا فما أمنوا العقابا
إقامةُ حدهِ المشروعِ فيهمْ
يقامُ به وقدْ قبلَ المتابا
ولا ينجيهِ منه قبولُ توبٍ
إذا علم الإمامُ وقد أنابا
ويدنيه الإمام ويصطفيه
ويوليهِ العقوبةَ والعقابا
وما حكمُ القيامة فيه هذا
وإنْ وفاه خالقهُ الحسابا
يراهُ الأشعريُّ بغيرِ حدٍّ
ويثبتُ منكرهُ لهُ الحجابا
ومنْ شهدَ الأمورَ بلا غطاءٍ
تراه وما تراه إذا يحابى
ويشهدُهُ العليمُ بكلِّ وجهٍ
ويعلمُ أنه إنْ غابَ غابا
ولولا كونه ما كانَ كونٌ
وبالإتيان أشهدنا السحابا
أتاك بها الحكمُ الفصلِ فينا
ويفتحُ ظلةً فيهِ وبابا