عادت إلي بغيضة فتوددت
المظهر
عادت إليّ بغيضة ٌ فتودّدت
عادت إليّ بغيضةٌ فتودّدت
هَيهاتَ مَن جعلَ البغيضَ حبيبا!
عادتْ إليّ فخلت أن شبيبتي
خُلِسَتْ وأبدَلها الزَّمانُ مَشيبا
فكأنني أبصرتُ منها بغتةً
يومَ الوصالِ منَ الحبيبِ رَقيبا
وودت أنّ طلوعها مقليّةً
مَثْنيةً في الناسِ كان غُروبا
قد كنتِ لي داءً ولكنْ لم أجِدْ
من داء سُقمِك في الرجال طبيبا
ولحبّذا زمنٌ مضى ما كان لي
قربٌ إليكِ وكنتُ منكِ سليبا
ياليت من قَدَرَ التّلاقي بيننا
جعل الفراقَ من اللّقاء قريبا
زمنٌ إذا قاطعتِنا، مُتَبَسِّمٌ
ضافٍ وإنْ واصلتِ كان قَطوبا
وكأنَّ قلبي وهْوَ غيرُ مُقَلْقَلٍ
مُلئتْ بقُربِك حافَتاهُ وَجيبا
لو لم تكوني في الزّمان عجيبةً
ما أبصرتْ عينايَ فيه عجيبا
وخلوتُ عُمري كلَّه مِن ذنبهِ
فجعلتُ منكِ له إليَّ ذنوبا
وخَلَفْتِ في جِلدي ولم يكُ دهرَه
إلاّ السّليمَ جرائحاً ونُدوبا
ولقيتُ فيكِ من العناء غرائباً
وأخذتُ من أدهى البلاءِ ضروبا
وتركتِ قلبي لا يفيق كآبةً
وجفونَ عيني لا تملّ نحيبا
وكأنَّني لمّا أخذتُكِ كارهًا
قَسْمي حُرمتُ وما أخذتُ نَصيبا
لو كنتِ عيباً واحداً صبرتْ له
نفسي ولكن كنتِ أنتِ عُيوبا