صفحة:The Foundations of Justice for Legal Guardians, Governors, Princes, Meritorious Rulers, and Kings (The Administration of Justice for Governors, Princes and the Meritorious Rulers) WDL9666.pdf/7

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

العدل التي ذكرها الغزالي في بعض تواليفهِ ينبغي لكل أمير أن يعتني بِفهمِهَا و استعمالِهَا و ينبغي له أيضاً أن يعتني بثمانية أصول و ذكرها محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني في بعض تواليفِهِ و أورد كلامَه على وجه التخليص و الاختصارِ مخافة التطويل المودي إلى الملل الأمر الأول فيما يجب على الأمير من حُسن النيةِ فتوكل أيها الأميرُ على الله و استعِن في أمورك كلها باللهِ و ليكن عَمَلِك كُلُّهُ لوجهِ اللهِ و اذكر لنفسك أنكَ واحدٌ من خلق الله كثير أقْوى مِنك لولا نصر الله فليكن طمعك كله في اللهِ و خوفك كله مِنَ الله في مصالح خلق الله ما ولك الله عليهم لتكون سيدَهم و مَولاهم و إنما ولاك عليهم لتصلح لَهُم دينَهم و دُنياهُم فاشكرْ نِعمةَ الله عليك و أحسن كما أحسنَ اللهُ و لا تقنط من رحمتِهِ فكم من كَرب فرجَ الله الأمر الثاني فيما يجب على الأمير من حسن الهيئةِ فعلى كل أمير أن يرتدِيَ برداءِ الهيبةِ في الحضرةِ و الغيبةِ فأظهر أيّها الأميرُ حُبَّ الخير و أهلَه و زين جسْمَك و طَيب ريحَك وَ حَسِن ثوبَكَ بِمُتاحٍ مِن زينة الرجالِ فلا تَتزين بذهَب و لا فضةٍ و لا حريرٍ و تربع إذا جلستَ و اسكت ما اسْتَطعتَ فإذا تحدثتَ فاصدقْ و إذا وَعدتَ فاوفِو إذا أمرت أمراً أو نَهَيْتَ عَن شيءٍ فلا تغفل عنه حتى تبلغَ المقصدَ و لا تقرب لخدمتك و مَجلسِك ناقصاً في أعينِ الناسِ فإن دائرةَ المرءِ ناسُهُ فاختر الناسَ الأمرُ الثالثُ فيما يجب على الأميرِ مِن تَرْتِيبِ مملكتِهِ