صفحة:Qaṭf al-zuhūr fī tārīkh al-duhūr (1898).pdf/34

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مملكة اشور

الباب الثانی عنوان في اخبار الملكة سميرامس وكانت الملكة سميرامس المقدم ذكرها زوجة الملك نينوس الذي قد انفرد بأحكام واستولى على جميع المالك الواقعة بين نهر الهند والبحر المتوسط فتولت على الا بعد وفاة زوجها وبذلت الهمة في تحسين مدينة بابل وترقيمها، فأقامت فيها الابنية العظيمة والهياكل المنتظمة وانشأت القصور والبساتين والترع والقناطر وغير ذلك من المباني المزخرفة .. والمنتزهات البهجة ومن العجائب ان هذه الملكة لما تكتف بما كانت عليه من والجاه وطيب العيش بل اهاجها الطمع الى الاستيلاء على باقي ممالك الدنيا فجمعت جيشا عظيما وزحفت به الى بلاد هندستان في الجنوب الشرقي من مملكة اشور بعد ان كانت قد استظهرت على بلاد مصر والحبشة واستولت على جميع مدن فلسطين وكان ملك الهند يومئذ ملكا غنيا مقتدرا فلما بلغه قدوم الملكة ميرامس لافتتاح بلاده تأثر من ذلك فجمع جيشا جرارا وحصن القلاع با مساكر والجنود واستعد لدفعها ، وكان عنده افيال كثيرة قد تمرنت من صغرها على الهجوم في معارك الحرب والدخول بين صفوف الأعداء فكانت تلقي بخراطيمها الابطال وتدوسهم بارجلها، ولما أشرفت الملكة سيمهر امس على مدينة ملك الهند وبلغها خبر : تلك الافيال ارتابت وخافت من انتصار الهنود عليها واذ لم يكن عندها قوة تضاهيها اجتهدت ان تدفع عنها هذه البلية بطريقة احتيالية فامرت قواد العسكر بذبح ثلاثة آلاف بقوة من