صفحة:Qaṭf al-zuhūr fī tārīkh al-duhūr (1898).pdf/33

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

القسم الاول

واما بابل عاصمة بابيلونيا فهي مدينة كبيرة شهيرة أعظم من نينوى اي الابن السادس اتساعا واجملها رونقا وحسنا بناها نمرود حفيد . لكوش بن حام الذي كان معاصرا الاشور المذكور . وكانت هذه المدينة | قائمة في وسط سهل فسيح وارض مخصبة جدا يخرفها نهر الفرات جاريا في وسطها من الشمال الى الجنوب. ويحيط بها سوران عظيان يبلغ محيطهما | ستين ميلاً وعرضهما سبعا وثمانين قدما بحيث تجري فوقها ست مركبات صفا واحدا وارتفاعها ثلاث مئة وخمسين دما وكان لها مئة باب من نحاس من كل جهة خمسة وعشرون بابا وكان لها ايضا خمس وعشرون سوقا تمر من جانب الى جانب شرقا وغربا وكذا شمالا وجنوبا اي سوق ممتدة من كل باب الى ما يقابله في الجهة المقابلة وانقسمت المدينة بهذه الأسواق الى 676 مربعا بنيت البيوت حولها وفي وسطها احسن البساتين والمنتزهات . وكان في وسطها هيكل بعل اله الاشوريين بنته الملكة سميرامس الآتي ذكرها واقامت فيه تمثالاً من ذهب للصنم المذكور علوه 40 قدم وكان . اعظم الهياكل واعلي من كل ما بناه البشر يبلغ ارتفاعه 660 قدما و أعلى من اعظم الاهرام المصرية وقد وصفه هيرودوتس المؤرخ اليوناني فقال انه كان مربع الشكل ومساحته من كل الجهات 400 ذراع وفي وسطه برج عظيم يبلغ ارتفاعه ست مئة قدم . ويعلو هذا البرج سبعة ابراج علو كل واحد منها 75 قدما. وكان في البرج الاخير مسجد فيه مائدة من ذهب وفي البرج الاسفل مسجد آخر فيه تمثال من ذهب وبقربه وكرسي من ذهب يساوي ثمنها نحو ٢٢٥ مليونا من الغروش وكان خارج هذا المسجد مذبحان احدها من ذهب يقدمون عليه الذبائح وهي من اناث الحيوانات واما الآخر فكان عظيما جدا قد اعدوه لتقديم الذبائح المعتادة . وكانوا يوقدون عليه كل سنة في عيد الاله المذكور 30 اله بخور وهو مائدة ت نفس Socce