-٨٩- بل ظل سهم الاضطهاد مصوباً نحو المسيحيين بعد ذلك التاريخ ، ولكن بقوة أقل من السابقة ، وبفترات متباعدة. إلى أن زال الاضطهاد بالمرة ، وأصبحت غزة كلها مسيحية . وكان ذلك في اوائل القرن الخامس للميلاد .
۱۱ - ففي عام ٤٣١ اقيم ( نسطوريوس ) أسقفاً على غزة . ولكنه سرعان ما أقيل من منصبه، بعد أن أدائه المجمع البطريركي بسبب سوء تصرفاته الدينية . وفي عام ٤٥١ م اقيم ( بطرس ابيروس ) أسقفاً على غزة وميوما معاً . ۱۲ - وحوالي نهاية القرن الخامس للميلاد، كان اينوس Enos الغزي الاصل أسقفاً في غزة . وكان هذا افلاطوني المذهب ، وكان من اتباع مراقليوس ولكنه انقلب بعدئذ فصار مسيحياً . وقد ألف قصائد بليغة شرح فيها العقائد الدينية.
۱۳ - وفي عام ٥٢٥ م اشتهر زخريا الخطيب ( Zacharians Rhetor ) وهو من ميوما . فكتب كتابه المعروف عن (تاريخ أصحاب الطبيعة الواحدة ) . ثم انتخب أسقفاً الجزيرة مدللي . وله كتاب في تاريخ الكنيسة حرره بالسريانية .
١٤ - وقد اشتهر بعد ذلك الاسقف مارقيانوس الذي رعى المسيحيين بغزة عام ٥٣٦ م . وكان أخوه والياً على المدينة، فعاضده في أعماله الدينية . وفي عهده احتلت الامبراطورية الرومانية غزة ، بأمر من الامبراطور جوستانيان . وذلك بسبب ثورة السامريين من سكان القضاء . فانزعج الغزيون بسبب ذلك انزعاجاً كبيراً. الامر الذي خدا بهذا الاسقف إلى تأليف قوة ملية محلية ، عهد إليها بحل جميع المشاكل المتنازع عليها . فاستتب السلم ، وانسحبت جنود الامبراطورية (١). وقد شيد مارقيانوس في غزة عدداً كبيراً من الابنية كستها رونقا وجمالا . ومن اسباب نجاحه أنه كان غزي الأصل ينتمي إلى اسرة كبيرة ، ودرس في المدارس دراسة عالية في الشعر والادب والفلسفة .
انه أعاد بناء سور غزة ، وأضاف إليه بعض الابراج ؛ وأعاد بناء كنيسة الرسل التي كانت على مقربة من السوق ، وأنشأ كنيسة أصغر من هذه في خارج المدينة كما انشأ كنائس اخرى نذكر منها (كنيسة مار اسطفان ) و (كنيسة القديس سرجيوس ) وغيرها .
(۱)Meyer