انتقل إلى المحتوى

صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/88

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-٨٧- إلى غزة ، قال : « سافرنا من أورشليم إلى قيسارية، ومنها إلى ديوبوليس (١) ، ومنها إلى غزة . فدخلناها بعد الغروب . وقد كابدنا دون الدخول إليها مشقات واكداراً كثيرة. ذلك لانه بالقرب من مدينة غزة ، وعلى الطريق، قرى كثيرة لعبدة الأوثان . فوضع أهلها على طول الطريق عمداً، أكداساً من الشوك والعوسج، كي لا يستطيع المرء أن يجتازها . وصبوا على الاكداس اوخاماً واقذاراً ومواد كريهة الرائحة ، وأشعلوها ؛ فكدنا تختنق من . شدة كراهية الرائحة ، وتعمى أبصارنا من كثرة الدخان . ولم نتخلص من ذلك بعد الجهد الجهيد ، إلا نحو الساعةالثالثة بعد الغروب ، فدخلنا مدينة غزة .

« فتوجهنا تواً إلى دار الاسقفية التي كان الاسقف ايرينيون قد بناها هي والكنيسة المدعوة ( ايريني (۲) ) وقد كانت صغيرة .

« واتفق أن حبست الامطار عن غزة في ذلك العام ، فنسب أهل المدينة ذلك إلى برفيريوس ، وادعوا أن حضوره إليها كان شؤماً عليها . وقد حزنوا لذلك واكتأبوا . ثم اجتمعوا في هيكل مارنا ، وقدموا له الضحايا ، وصلوا طالبين الغيث . ومكثوا على هذه الحال سبعة أيام ولكن دون جدوى. وحلت مجاعة في المدينة . ثم دعا برفيريوس المسيحيين، وقد كان عددهم يومئذ مايتين وثمانين نفساً بين رجال ونساء واطفال، فقضوا الليل كله في الكنيسة بين صلاة وترتيل ، وسجود وتسبيح. « وفي صبيحة اليوم التالي خرجنا قاصدين الكنيسة القديمة (۳) وكانت هذه غربي المدينة . وبعد أن صلينا هنا أيضاً زرنا مقام الشهيد تيموثاوس . ثم عدنا إلى المدينة . فوجدنا الباب مغلقاً وكانت الساعة التاسعة . وقد اغلقه عبدة الأوثان . وفيا كنا نعالج فتح الباب عصفت ريح قبلية ، تلبدت على أثرها الغيوم في السماء ؛ فقصف الرعد ، ولمع البرق ، وأخذت الأمطار تهطل بغزارة . عندئذ فتحت لناالابواب ، واستقبلنا سكان المدينة بالسرور والترحاب . » ولقد ذكرنا في موضع

(۱)الله

(٢) أي اللام. ولهذا الاسم سبيان: أحدهما زعم أهل غزة أنها استولى الاسكندر المقدوني على هذه المدينة غضب على سكانها فاعمل فيهم السيف ، ثم اتبع رأي مستشاريه فكف في هذا المكان عن القتال ، فسمى المكان ( سلماً أو سلاماً ) ، فبني ايرينيون كنيسة في نفس الموضع . والثاني مجانسة إسمها لاسم بانيها ايرينيون. (۳) يقال إن الذي بنى هذه الكنية هو الاسقف اسكلياس .