-٢٢٦-
تقضي بمهاجمة غزة على درجتين: تقوم الفرقتان ٥٢ و ٥٤ بادىء ذي بدء بمهاجمة غزة من البحر إلى الشيخ عباس. ثم بعد يومين تقوم الفرق ٥٢ و ٥٣ و ٥٤ مصحوبة بآلاي من الهجانة بمهاجمة غزة من الجنوب الغربي، ومن الجنوب، والجنوب الشرقي. وكان على فرق الانزاك والفرسان أن تقوم بهجوم في الجناح الأيمن باتجاه ابي هريرة.
١٤ - بدأ الهجوم الثاني على غزة في ١٩١٧/٤/١٧ فاحتل الانكليز يومئذ التلال الواقعة في (شيخ عباس)، ونشب عراك شديد بين مشاة الفريقين، حتى أن الفرسان ارغموا على الترجل. وفي ۱۹ من نيسان ظلت مدافع الانكليز تقذف بنيرانها غزة من البحر طيلة ذلك النهار من الساعة الخامسة صباحاً حتى الساعة الثامنة. وقد أصابت هذه القنابل الجامع العمري الكبير وعدداً كبيراً من المنازل.
واقفرت شوارع غزة من السكان بالمرة. وما كادت أصوات المدافع تخفت حق شرع المشاة من الفرقة ٥٣ يسيرون على الشاطئ باتجاه غزة. وقد احتلوا خطاً ممتداً من الشيخ عجلين إلى الشيخ عباس على بعد ثلاثة أميال من غزة. وراحت الفرق الانكليزية الاخرى تهاجم الجبهة في انحاء أخرى. لكن الفشل كان حليف الانكليز في هذه المرة ايضاً. ولم يستطيعوا الاستفادة من مصفحاتهم بسبب طبيعة الأراضي من جهة ونيران المدافع التركية من جهة اخرى.
كان موقف الأتراك في هذه المعركة مجيداً للغاية. إذ ناضلوا عن غزة نضال الأبطال؛ فانتصروا على الانكليز، وردوهم على أعقابهم (١٩ / ٤ /١٩١٧) بعد أن كبدوهم