-٢٢٥-
الضباب كثيفاً، وكانت النجدات العسكرية قد وصلت إلى الأتراك وهي مؤلفة من فرقة المشاة السادسة عشرة وفرقة الخيالة الثالثة. فاضطر اللفتننات جنرال شت وود
(Shetwode) لاصدار اوامره بالانسحاب. فانسحب الانكليز من مواضعهم،وكان ذلك قبل الغروب. وهناك من ينتقد امر الانسحاب هذا، ويقول أن الانكليز لو ثبتوا قليلاً لاحتلوا المدينة. وفي الكتاب (۱) الذي اصدرته وزارة
الحرب الاوسترالية نقد مرير وعتاب لاذع في هذا الصدد.
إن الانكليز وإن كانوا استأنفوا القتال في اليوم الثاني، وحاولوا الاستيلاء على غزة، إلا أنهم فشلوا فارتدوا على أعقابهم تاركين ورائهم ۲۷۰۰ قتيلاً،
و ۲۹۳۲ جريحاً. وأما الأتراك فقد خسروا ۱۵۰۰ رجلاً في هذه المعركة.
اجتاز الانكليز (وادي غزة) اثناء رجوعهم وفي الساعة الثانية بعد ظهر اليوم التالي (۲۷ آذار ۱۹۱۷) وصلوا إلى منازل (النصيرات) فدير البلح، وخانيونس.
١٢- إن معركة غزة الاولى وإن كانت قد انتهت بنصر الأتراك، إلا أنها زادت في انتباههم، وجعلتهم يشعرون بالخطر المحدق بهم أكثر من أية مرة سبقت. فأخذوا يحصنون مواقعهم، واستحضروا فرقتين (هما السابعة والرابعة والخمسون)، وأتوا بفرقة ثالثة كانوا قد ادخروها للشدائد. فأصبح لديهم في ١٩ نيسان سنة ۱۹۱۷ قوة مؤلفة من ( ۳۰,۰۰۰) محارب (۲).
۱۳- وكذلك فعل الانكليز فإنهم بعد فشل المعركة الاولى بغزة ضاعفوا نشاطهم، واستحضروا كتائب جديدة اضافوها إلى قواهم الحاضرة. وكان بين النجدات الجديدة أحد عشر طابوراً من الهنود المشاة، وثماني مصفحات وعدد من المدافع الثقيلة. وقد مدوا السكة الحديدية فأوصلوها إلى دير البلح في ١٩١٧/٤/٥. وكذلك فعلوا بالأنابيب التي جروا ماء النيل فيها إلى الجبهة. وقد اتخذوا دير البلح مقراً للقيادة، وكانت الفرقة ٧٤ قد وصلت إليها فبلغت بذلك قوة الانكليز المشاة أربعة فرق. وكانت وزارة الحرب البريطانية قد صممت على احتلال القدس. فرسم اللفتنات الجنرال دوبل خطة جديدة لمهاجمة غزة مرة ثانية. وكانت هذه الخطة
(1) << The Australian Army Medical Services >>
(۲) الفرقة الثالثة في غزة، والفرقة ٥٣ فى ابى هريرة، والفرقة ١٦ في تل الشريعة، والآلاى ٧٩ من الفرقة ٥٤ في بئر السبع، وفرقة الفرسان الثالثة وقسم من فرقة النقليات في هوج.