كلمة المؤلف
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
الوحدة العربية و الاستقلال ..... تلك هي أمنيتي التي حملتها بين أضلعي، وسرت على هداها في أعمالي، مذ تعلمت وعرفت معنى (حب الوطن). وإنه ليسرني أن أرى هذه الأمنية التي كانت تعد في يوم من الأيام ضرباً من الخيال أو حلماً من الأحلام، أخذت في هذه الأيام تطل من وراء سحاب. وإني لا أشك قط في أنها ستصبح عما قليل حقيقة واقعة لا ريب فيها، وان غدا لناظره قريب. غير أنه لا يزال بيننا وبينها بعض العقبات لا مناص من اجتيازها، وبعض الصعاب لا بد من العمل على تذليلها. وتذليلها ليس بالأمر العسير إذا ما تعارفنا، وعرفنا مواطن القوة والضعف فينا. واليكم البيان:
أنا امرؤ طوحت به يد الأقدار في هذه الديار: ديار غزة وبئر السبع. ولقد عشت في هذه البقعة من البقاع العربية ردحاً من الزمن، تيسر لي خلاله أن أدرسها دراسة تامة. فرأيت من واجبي — كعربي يحب قومه وبلاده، ووطني يتمنى من صميم فؤاده أن تستقل بلاده وتتحد — أن أنقل ما عرفته عن هذه البقعة من المبادىء الأخلاقية، والفوارق الاجتماعية، والعوامل الاقتصادية، والحوادث التاريخية إلى أبناء قومي الآخرين الذين يعيشون في سوريا وشرق الاردن والعراق ونجد والحجاز واليمن والكويت والبحرين وحضرموت ومصر وطرابلس الغرب وتونس والجزائر وسائر أنحاء البلاد العربية. وحبذا لو حذا كل قطر من هذه الاقطار هذا الحذو فحدثنا ابناؤه الأحرار عن بلادهم اطرف الأحاديث وأصدق الأخبار.
أنا إذا ما اخترنا هذا السبيل القويم، وسرنا فيه بقدم ثابتة إلى الأمام،اهتدينا إلى ضالتنا المنشودة في أقصر ما يكون من الوقت. وإلا فان دون الوصول اليها خرط القتاد.