انتقل إلى المحتوى

صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/170

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
—١٦٩—

والقضاء على دولة المماليك. وكان ذلك عام ١٥٠١ للميلاد (۹۲۲هـ).

٣— عندما خرج السلطان قانصوه الغوري لمحاربة ابن عثمان، أناب عنه في أبا النصر طومان باي١. وسار يجيشه حتى التقى بالسلطان سليم. فقامت بين الفريقين معركة عند (مرج دابق) كان النصر فيها حليف العثمانيين. وقتل فيها من الجانبين خلق كثير.

٤— كانت قوة الاتراك في تلك المعركة مؤلفة من ثمانين ألف مقاتل، وأما عساكر الغوري فقد كانوا خمسين ألفاً. وقد مات الغوري كمداً. وعلى قول انه مات تحت الرجل الخيل. فدخل السلطان سليم حلب من غير حرب. ومنها سار إلى حمص وحماه، ثم إلى دمشق. ففتحت هذه المدن كلها ابوابها له.

٥— وفي يوم الإثنين الثامن من شوال ۹۲۲هـ ذهب دوادار٢ نائب غزة المسمى علي بك الأحدب إلى مصر، وأخبر السلطان طومان باي بان ابن عثمان منذ دخل الشام وهو في ضيق شديد من جراء الوخم الذي أصاب عسكره، والموت الذي حل بهم، وقلة الأقوات من الغلال والعلف، وتضييق العربان. فابتهج السلطان لهذا الخبر. غير أن ابتهاجه لم يدم طويلا إذ حملت إليه الأخبار بعد بضعة أيام أن عساكر ابن عثمان ما برحوا في تقدم ونشاط، وانهم تمكنوا من الاستيلاء على الشطر الأكبر من البلاد، وأخذوا يتقدمون نحو غزة. فعين السلطان الأمير (دولات باي) نائباً على غزة، فتسلمها هذا، وأخذ يراقب حركات ابن عثمان. ويظهر انه كان بينه وبين بعض (أجناد الحلقة) بغزة نفور؛ فقد اتهمهم بالتآمر على سلامة الدولة، وزعم٣ انهم كاتبوا ابن عثمان طالبين إليه الحضور إلى غزة واستلامها من غير حرب. فاستحضرهم السلطان، وسألهم عن حقيقة الحال، فخلفوا له أن هذا الأمر ما وقع منهم، ولا كاتبوا ابن عثمان، وأن ما قيل عنهم ليس إلا كذب وافتراء.


  1. أصله من مماليك قاينباي. ثم اشتراه الملك الأشرف قانصوه الغوري. وظل يترقى فى مناصب الدولة حتى ناب عن السلطان يوم خروجه لمحاربة ابن عثمان كما تقدم. وساس الناس، فرضوا عنه، وأطاعه الجند. ولما مات السلطان الغورى وقع اختيار الامراء عليه، فسلطنوه (۹۲۳ هـ).
  2. ابن اياس.
  3. ابن اياس.