ولما وصل هؤلاء إلى غزة اضطربت الدولة، وقامت قيامة الامراء والمماليك الموجودين في مصر، وأخذوا يتهيأون للحرب .
وكان على رأس المماليك الذين جاءوا من مصر الملك المعز ايبك، والأمير حسام الدين أبو علي، والأمير فارس الدين اقطاي الجمدار، وعدد كبير من العسكر الترك.
فكان النصر في هذه الموقعة بادىء ذي بدء حليف الشاميين، ثم صار للمصريين. وتمزق أهل الشام كل ممزق.
۱۰— وفي ١٧ من ذي الحجة ٦٤٨هـ سار الأمير فارس الدين اقطاي الجمدار من القاهرة في ۳۰۰۰ إلى غزة، واستولى عليها.
١١— وفي سنة ٦٤٩هـ سير الملك الناصر عسكراً من دمشق إلى غزة ليقيموا بها، فأقاموا على (تل العجول). فخرج المعز إيبك، ومعه الأشرف موسى والفارس اقطاي وسائر البحرية، ونزل بالصالحية. فأقام العسكر المصري بأرض السانح قريباً من العباسة، والعسكر الشامي قريباً من غزة سنتين، وترددت بينهما الرسل.
۱٢— وفي سنة ٦٥٠هـ قدم من بغداد الشيخ نجم الدين عبد الله بن محمد بن الحسن بن أبي سعد البادرائي رسولا من الخليفة للاصلاح بين الملك المعز ايبك والملك الناصر. فأراد الناصر أن تقام له الخطبة بديار مصر، فلم يرض الملك المعز؛ وزاد بأن طلب أن يكون بيده —مع مصر— من غزة إلى عقبة فيق.
١٣— وفي نفس السنة (٦٥٠هـ) وردت الأخبار بأن منكوخان ملك التتر سير أخاه هولاكو لأخذ العراق، وانه فتح قسماً كبيراً من تلك البلاد، وان التتر قتلوا الشيوخ والعجائز، وساقوا النساء والصبيان.
فعزل الملك المعز عندئذ الملك الأشرف موسى، وانفرد بالسلطنة، واستولى على الخزائن، وفرض الضرائب. ثم رتب مملوكه الأمير سيف الدين قطز نائباً للسلطنة في مصر، وأخذ يتأهب لمقاتلة الملك الناصر.
وانتهت السنة والملك المعز مع عساكره بالسانح، وعساكر الشام بغزة، والملك الناصر مقيم بدمشق، والملك المغيث عمر بالكرك.
١٤— وفي سنة ٦٥١هـ تقرر الصلح بين الملك المعز ايبك صاحب مصر، وبين الملك الناصر صاحب دمشق بسفارة الأمير نجم الدين البادرائي: على أن يكون للمصريين إلى الاردن، وللناصر ما وراء ذلك؛ وان يدخل فما للمصريين غزة والقدس و نابلس والساحل كله.