من الاستيلاء على القلعة، تلك القلعة التي كان بلدوين الثاني (١١٤٩ م) قد أعاد بناءها، وحصنها تحصيناً تاماً.
۲— ولما انتصر صلاح الدين على الصليبيين في حطين عام ١١٨٧م (٥٨٣ هـ) تابع انتصاراته حتى احتل جميع فلسطين. وفتحت غزة له ابوابها وكان عليها يومئذ ريكاردوس قلب الأسد.
إلا أن هذا عاد فاحتلها عام ۱۱۹۱م (٥۸۷ هـ)، إذ كان القسم الأكبر من جيش صلاح الدين قد تحطم بعد احتلال عكا، فلم يستطع الدفاع عن المدن الساحلية. وقد قضت المعاهدة التي أمضيت بين ريكاردوس قلب الأسد وبين صلاح الدين عام ۱۱۹٣م (٥٨٩ هـ) بتجريد غزة من حصونها ووسائل الدفاع عنها. وقد نفذت شروط المعاهدة بحذافيرها. ويظن أن الأكوام الكثيرة التي نراها اليوم حول المدينة القديمة ليست إلا بقايا السور الذي هدم في ذلك الحين.
وقد تهادن صلاح الدين والافرنج، في البر والبحر، هدنة عامة مدتها ثلاث سنوات وثلاثة اشهر وثلاثة أيام. ومات بعد ذلك بقليل.
٣— خلف صلاح الدين سبعة عشر ولداً ذكراً وابنة واحدة. فاقتسم اولاده واخوته ملكه١، وقامت بينهم حروب وفتن. وفيما كان أبناء البيت الواحد يقتتلون قامت الحملة الصليبية الخامسة. أنه وان كان لا مجال لذكر الحروب والفتن التي قامت بين أولاد صلاح الدين واخوته وأحفاده كلها هنا إلا أنه لا مناص لنا من ذكر بعضها٢ لما له من صلة بتاريخ غزة فنقول :
٤— حصلت فتنة بين الملك الأفضل بدمشق والملك العزيز بمصر، واستحكم النفور (١١٩٤م - ٥٩٠هـ) بينهما. فسار العزيز في عسكر مصر، وحاصر أخاه الأفضل بدمشق عشرة أشهر قطع خلالها الماء عنه ثم اصطلحا.
- ↑ استقر أكبر أولاده الملك الأفضل نور الدين فى دمشق. والملك العزيز عماد الدين عثمان بالديار المصرية. والملك الظاهر غياث الدين غازي في حلب. والملك المنصور ناصر الدين محمد بن الملك المظفر تقي الدين بحماة. والملك الأمجد مجد الدين بهرام شاه بعلبك. وشيركوه بن محمد بحمص، والملك الظافر خضر بن صلاح الدين ببصرى. والملك العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب (أخو صلاح الدين) بالكرك والشوبك والبلاد الشرقية.
- ↑ لأجل التفصيل راجع (كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك).