غزة في عهد الدولة الطولونية
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
ضعف العباسيون بعد الخليفة المعتز . وأخذ الخلفاء يشتغلون بأنفسهم، وأصبحت سلطتهم على البلاد اسمية، وخلافتهم دينية لا دنيوية. فتغلب كثير من الامراء على الاطراف، وأصبحت البلاد رهن أيدي المتغلبة من العمال. وأخذ عمال فارس ومصر والشام يقطعون الخراج عن دار الملك. وليس للخليفة العباسي سوى
الخطبة والسكة. بل ان المتغلب على قطر قد يقرن اسمه إلى اسم الخليفة في كل شيء.
ووصل هذا الضعف الذروة في عهد المعتصم وابنه الواثق. إذ اختص هذا الأتراك، وقربهم إليه؛ ووضع من العرب، وأبعدهم عنه.
۲— وكان من أهم المتملكين التواقين للمجد في مصر والشام (أحمد بن طولون) وهو تركي الأصل. حاول العباسيون محاربته، فعجزوا. ثم اضطروا إلى مصانعته.
٣— تولى أحمد بن طولون مصر سنة ٢٥٤هـ وذلك في زمن الخليفة المعتز. ثم سار لفتح الشام سنة ٢٦٤ هـ وقد مر بغزة، فبلغ الرملة. ثم سار إلى دمشق، فتلقاه (علي بن ماجور)، واقام له الدعوة بها. وقد استولى على الشام أجمع حتى حكم من مصر الى الفرات، ومنها الى المغرب. وبهذا يكون اول من جمع بين ملك مصر والشام في الاسلام. ودام ملكه فيهما اثنتي عشرة سنة.
٤— خلف احمد بن طولون ابنه ابو الجيش خماروية. وقد بلغ جيشه في
الشام ومصر نحو ٤٠٠ الف فارس. وهو أول جيش جعل على الدوام تحت السلاح. وكان قصده من ذلك أن يتغلب على البلاد وان ينتزع الخلافة عند الفرصة.
٥— وفي سنة ۲۸۲ هـ ذبح ابو الجيش خماروية في دمشق على فراشه. فخلفه
ابنه جيش بن خماروية. ثم هارون بن خماروية.
٦— وما زال الحكم في الشام ومصر في أيدي بني طولون فعلاً، وفي يد بني
العباس اسماً حتى عام ۲۹۲ هـ، يوم قام المكتفي العباسي فاستولى على الشام، ثم سار إلى
مصر، وذبح ابناء طولون وقوادهم. فانقرضت بذلك الدولة الطولونية. وأصاب
غزة في هذه الاثناء وبسبب هذا المد والجزر من حركات الجيوش المتحاربة ضرر عظيم.