-123- غزة في عهد الدولة الطولونية
ضعف العباسيون بعد الخليفة المعتز . وأخذ الخلفاء يشتغلون بأنفسهم وأصبحت سلطتهم على البلاد اسمية ، وخلافتهم دينية لا دنيوية . فتغلب كثير من الامراء على الاطراف ، وأصبحت البلاد رهن أيدي المتغلبة من العمال . وأخذ عمال فارس ومصر والشام يقطعون الخراج عن دار الملك . وليس للخليفة العباسي سوى الخطبة والسكة . بل ان المتغلب على قطر قد يقرن اسمه إلى اسم الخليفة في كل شيء. ووصل هذا الضعف الذروة في عهد المعتصم وابنه الواثق . إذ اختص هذا الأتراك ، وقربهم إليه ؛ ووضع من العرب ، وأبعدهم عنه.
۲ - وكان من أهم المتملكين التواقين للمجد في مصر والشام ( أحمد بن طولون) وهو تركي الأصل . حاول العباسيون محاربته، فجزوا. ثم اضطروا إلى مصانعته.
٣- تولى أحمد بن طولون مصر سنة ٢٥٤هـ وذلك في زمن الخليفة المعتز. ثم سار لفتح الشام سنة ٢٦٤ هـ وقد مر بغزة ، فبلغ الرملة . ثم سار إلى دمشق ، فتلقاه ) على بن ماجور ) ، واقام له الدعوة بها . وقد استولى على الشام أجمع حتى حكم من مصر الى الفرات، ومنها الى المغرب. وبهذا يكون اول من جمع بين ملك مصر والشام في الاسلام . ودام ملكه فيهما اثنتي عشرة سنة .
٤-خلف احمد بن طولون ابنه ابو الجيش خماروية . وقد بلغ جيشه في
الشام ومصر نحو ٤٠٠ الف فارس . وهو أول جيش جعل على الدوام تحت السلاح.
الفرصة ذلك أن يتغلب على البلاد وان ينتزع الخلافة عند من
وكان قصده
سنوح
٥-وفي سنة ۲۸۲ هـ ذبح ابو الجيش خماروية في دمشق على فراشه . مخلفه
ابنه جيش بن خماروية . ثم هارون بن خماروية
٦- وما زال الحكم في الشام ومصر في أيدي بني طولون فعلاً ، وفي يد بني
العباس اسماً حتى عام ۲۹۲ هـ ، يوم قام المكتفي العباسي فاستولى على الشام ، ثم سار إلى
مصر ، وذبح ابناء طولون وقوادهم . فانقرضت بذلك الدولة الطولونية . وأصاب
غزة في هذه الاثناء وبسبب هذا المد والجزر من حركات الجيوش المتحاربة ضرر عظيم.