انتقل إلى المحتوى

صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/117

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-١١٦-

وعندما سلم أبو بكر الراية إلى عمرو بن العاص قال (۱)له : « قد وليتك هذا

الجيش ( يعني أهل مكة والطائف وهوازن وبني كلاب ) فانصرف إلى أهل فلسطين وكاتب أبا عبيدة وانجده إذا أرادك ولا تقطع أمراً إلا بمشورته . اتق الله في سرك وعلانيتك واستحيه في خلواتك فانه يراك في عملك. وقد رأيت تقدمتي لك على من هم أقدم منك سابقة وأقدم حرمة ، فكن من عمال الآخرة وارد لعملك وجه الله . واسلك طريق إيلياء ، حتى تنتهي إلى أرض فلسطين . وإياك أن تكون وانياً عما ندبتك إليه وإياك والوهن. وإياك أن تقول جعلني ابن أبي قحافة في نحر العدو ولا قوة لي به . واعلم يا عمرو أن معك المهاجرين والأنصار من أهل بدر . فاكرم واعرف حقهم ولا تتطاول عليهم بسلطانك ، ولا تداخلك نحوة الشيطان فتقول إنما ولاني أبو بكر لإني خيرهم ، وإياك وخدائع النفس وكن كأحدهم وشاورهم فيما تريد من أمرك . والصلاة ثم الصلاة ، أذن بها إذا دخل وقتها ، واحذر من عدوك. وامر اصحابك بالحرس ولتكن أنت بعد ذلك مطلعاً عليهم . واطل الجلوس بالليل اصحابك وأقم بينهم واجلس معهم. واتق الله إذا لاقيت العدو وقدم قبلك طلائعك فيكونوا أمامك مهم «وإذا وعظت فاوجز. وأصلح نفسك تصلح لك رعيتك. وإذا رأيت عدوك فاصبر ولا تتأخر فيكون ذلك فخراً منك والزم اصحابك قراءة القرآن ، وانههم عن ذكر الجاهلية وما كان فيها فان ذلك يورث العداوة بينهم . واعرض عن زهرة الدنيا حتى تلتقي بمن مضى من سلفك . وكن من الأئمة الممدوحين في القرآن إذ يقول الله تعالى : وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين » . ثم قال لعمرو : « امض بارك الله فيك وفيهم فساروا في سبعة آلاف يريدون أخذ فلسطين - - عمل (۲) عمرو بن العاص بما رسم له أبو بكر في وصيته التي كانت أشبه شيء بالخطة الحربية ، فسار لتنفيذها . وسلك الطريق الساحلية إلى العقبة (1) فتوح الشام للمواقدي . (۲) تاريخ عمر و بن العاص