-١١٥-
٧- وانها لفكرة ثاقبة تدل على دهاء حربي ممتاز أن يفكر العرب في الاستيلاء على غزة والشاطيء الفلسطيني قبل أن يحتلوا مصر . ولما جاءوا إلى غزة بعد أن قطعوا المسافات الشاسعة . الصحراء، وجدوها محاطة بالأسوار والحصون المنيعة ، ولكنهم احتلوها سنة ٦٣٤م (١٣هـ ) وكان احتلالهم لها أول نصر نالوه في هذه الديار .
ولما فتحت غزة سادت كلمة العرب ، ورفرفت رايتهم فوقها . وما هي إلا برهة حتى أخذت هذه ترفرف فوق البلاد الاخرى الواقعة في حوض البحر الأبيض المتوسط . - في هذه المدينة حدث اصطدام عنيف بين العرب والبيزنطيين : أما الجيش العربي ، فقد كان على رأسه ذلك البطل الغوار ( عمرو بن العاص ) (۱) وأما جيش الروم، فقد كان يقوده (بطريقيوس) أحد رجال عرقل وأكبر قائد في جيش الروم. وإليكم تفاصيل الفتح الإسلامي : عندما اعتزم أبو بكر فتح الشام ومقاتلة الروم ، استنفر العرب : فلبوا دعوته ، وخفوا سراعاً من جميع ا انحاء الجزيرة العربية . فجهز منهم أربعة جيوش ، وعقد الألوية لأربعة من كبار القواد ، ثم سيرهم إلى الشمال بعد أن عين لكل واحد منهم وجهته فجعل : ليزيد بن أبي سفيان واشرحيل بن حسنه ولأبي عبيدة بن الجراح
دمشق الاردن حمص ولعمرو بن العاص فلسطين (۱) هو عمرو بن العاص بن وائل بن سعيد بن سهم بن عمرو بن مصيص بن كعب بن السهمي القرشي . رجل ربعة قصير القامة ، وافر الهامة ، أدعج ، أبلج ، عليه ثياب موشاة كأن به العقبان تأتلق . عليه حلة وعمامة وجبة . كان من أشراف مسكة ، وكان في الجاهلية تاجراً ، وكانت المسلع التي يتجر بها الأدم والعطر ، والطيب ، والجلد ، والزبيب ، والتين . وبسبب تجارته هذه كان يختلف إلى مصر واليمن والحبشة والشام. ولما كانت ( غزة ) واسطة عقد انتجارة بين تلك البلدان فقد عرفها حق المعرفة واختبر منافذها . ولذلك اختاره ابو بكر لهذه الجبهة .