۱۳۰ الحرية الملذات والشهوات ? الم يكن يذهب من وقت الى آخر – الى مصيفه في D ضواحي باريز ، او الى ( مونموارسي ) للتمتع بمناظر الطبيعة الخلابة ؛ والتلذذ يبدائع الحياة الجذابة متجولا في حدائقها ورساتيقها ، متنقلا بين رياضها وغياضها ، مصغياً لاغار يد البلابل والشحار ير ؟ ولكنه مع كل ذلك كان في الزمن نفسه يصدو الأوامر الرهيبة القاضية باعدام اقرب الناس اليه واعزهم عليه امثال دانتون وكاميل ديمولان وكان يقذف بالابرياء من فتيان وفتيات؛ شيوخ وعجائز الى مجزرة السياسة في مركبات النقل لحز اعناقهم بالمفاصل والسيوف . حقاً أن تاريخ هذه الثورة المفج المهيج مما يدهش الانسان ويبعث فيه الحيرة والذهول ، فيعتاص الأمر عليه ولا يدوي اتبكيه مناظر الثورة المحزنة من دماء واشلاء وتغريب وشكل ? ام تسره نتائجها السعيدة من حرية تمتعت بها الشعوب، ومساواة تامة ازالت الامتيازات والتقاليد البالية والفوارق بين الافراد والجماعات ? غير ان طبائع رجال الثورة الافرنسية يستطيع الباحث ان يجعلها مسبراً يسبر به غور فضائلهم اورذائلهم ، سيئاتهم او حسناتهم ، فدانتون يكاد يكون مثالا خالداً من النزاهة والاستقامة ، بحب حتى عدوه ويبتسم حتى في وجه جلاده ، وكان قلبه ودماغه ولسان من اعظم ما ملكه انسان ولم يجاره في صفاته من رجال الثورة غير ميرا بو الخطيب الشهير . ومهما كان رو بسيير وسن حوست ميالين الى سفك الدماء بل مهما كانت الرحمة والرأفة بعيدتين عن قلبيهما الا ان لهما فضائل حيدة اخرى لم يتصف بها طاليان وفوشه وغيرهما من النفعيين والمتلونين ومن هو الذي يتردد في تفضيلهما على رجال هذه الطبقة المرائية لمداجية ؟ . وز بدة القول ان عظامة زجل الثورة ساطعة رائقة كالشمس واذا حجبتها بعض على . سيرة الحزم بن الجاد فقط إن 33 5 3 فعي الشع ان
صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol. 3-4, 15-9-1924.pdf/27
المظهر