رأي شرقي في الثورة الافرنسية فانه قد انقلب من حمل وديع الى ذئب كاسر لا يسره غير مرأى فريسته بین يديه ينشب فيها مخالبه وانيا به فساق رو بسيير اعز اصدقائه واعوانه إلى المجزرة ظلماً وعدواناً . لقد كان رجال الثورة مسودين لمؤثرات البيئة والظروف والدواعي المحيطة بهم اكثر منهم سائدين على غيرهم بل على انفسهم ، والمواقف والسوائق والضرورات اثناء الثورة هي التي غيرت كثيراً من طبائعهم الرقيقة، وعواطفهم السامية والقهم غير شاعر بن في تيار من الغلو والتطرف والقسوة ولكن هذه الصفات المظلمة الجديدة التي لصقت بهم بحكم الهياج العصبي لاتخلو كذلك من بريق نور يهدي الباحث المائر في ظلمة تاريخهم الى مواهبهم السامية وطبائعهم الشريفة الاولى طبائع المسالمة والميل الى النفع العام وانكار الذات في اهم المواقف التي توافرت فيها اسباب الاستهواء والغواية ؛ فهذا سان جوست الغادر ؛ المستبيح للدماء المتلذد بمناظر المشانق والمفاصل والسجون والنجيع الاحر الملقب بعزرائيل الثورة كان في الوقت نفسه محباً للمفاخر التاريخية مولعاً بالمآثر الانسانية رقيق العاطفة ، سامي الآراء لا يتمالك من اسبال دموعه بغزارة وبسخاء عند مرأى فتاة جائعة أو طفل يتيم او شيخ فان اجل اماذا يستطيع المنتبع ان يحكم على سن جوست الذي كان يلعب بالارواح لعب العاصفة باوراق الخريف الصفراء 2 وهو الذي اقترن قبل اعدام دانتون نظام الثورة وقوامها بفتاة فتانة تملكت قلبه فاحبها حباً جاً وكان من اقصى امانیه وابعد اماله ان يؤلف اسرة سعيدة وان يقضي واياها الحياة رخية هادئة لا تكدرها مناظر الدماء ولا يزعجها نحيب الناحبين ، ودموع التاكلين ! الم يكن رو بسيبر طاغية الثورة بل هاويتها العميقة البعيدة القرار مع ما عرف به من التقى والصلاح والزهد والتقشف يميل في بعض الاحايين الي
صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol. 3-4, 15-9-1924.pdf/26
المظهر