رأي شرقي في الثورة الافرنسية ۱۲۷ شعبه لم يستطع الرجوع يغرفة الى عهد سلالة بوربون ، ولم يكن يقدر ان يكون ارتجاعياً » او ان يمثل حكم لويس العاشر او لويس الثامن عشر وان تلقب بالامبراطور ووضعته الامة في ارفع منزلة وكادت تعبده من دون الله ، وكيف يتمكن نابليون من اعادة العبودية القديمة الى فرنسة وهو يرى ان جذور الحرية يصعب اقتلاعها ، وان العواطف المتهيجة المتأججة بنار الوطنية يستحيل . تسكينها وتهدئنها . لا يضير الثورة الافرنسية، مناظرها المؤلمة ، وصحائفها الدامية ، ولا يحط من مقامها الرفيع في التاريخ ، رقوف الحركة العلمية والادبية في فرنسة بضع سنوات ؛ نعم لايشينها كل ذلك لان ما تلا وعد الثورة وبريقها بل صواعقها في بعض الاحيان ، مطر غزير من الحرية والمجد على امم ظامئة بل مائة بعواطفها واحساساتها فاحياها بعد مواتها وتعهدتها حرارة الوطنية فازهرتها وانضرتها ، بيد ان فرنسة لم تعقم ولم تحرم من رجال عظام تبوأوا ارفع المقاعد واسمى المراتب في مجامع العلم والادب والفلسفة واذا نسينا اقطابها السياسيين اثناء الثورة فهل نفسى كوندورسه الفيلسوف الاجتماعي الكبير ولا فازيه الكيمياوي الشهير واندر يا شينه الشاعر المفلق واضرابهم من فحول العلماء والادباء الذين لم يكتفوا بالمحافظة على البناء العلمي المشيد من قبل في وطنهم بل زادوه توطيداً وتمكيناً ، وبها، ورونقاً بمذاهبهم ، ومخترعاتهم وتصوراتهم في الفلسفة والكيمياء والادب وبقية العلوم والصناعات ، والفتور الذي اصاب العلم في فرنسة زمناً قصيراً عقبه نشاط منقطع النظير في التاريخ والآداب ؛ نشاط تحركت على اثره حتى الجمادات . رجال الثورة الافرنسية هم الممثلون لتلك الرواية المحزنة ، بل لتلك الكارثة المفجعة التي لا تتأخر عن وصفها كذلك بالحشمة والعظمة ، ولكنهم في الوقت
صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol. 3-4, 15-9-1924.pdf/24
المظهر