١٢٦ الحرة نفسها ومن اية سيادة اخرى بل كانت عاملا خطيراً في تكوين وحداتهم وجامعاتهم الوطنية والسياسية وهكذا فان نابليون لم يخضع هذه الممالك بل حررها ، ولم يقيدها بل اطلقها ، وكل حركة وطنية وقومية واستقلالية نشأت في المانية وايطالية وبلجيكة كان منشؤها فتح نابليون بل فتح الدعوة الافرنسية عقول الامم المغلقة وصقلها الافهام والمدارك الشعبية وكان لسان حال اوربية ينطق يبيت المعري الشهير : لقد صدرت افهام قوم فهل لها صقال ويحتاج الحسام الى الصقل بين المؤرخين المبرزين بعض اقطاب يرون غير هذا الرأي في الثورة الافرنسية ، فينسبون النهضة الحديثة التي تكاملت في ايطالية والمانية وبلجيكة وغيرها الى عوامل اخرى . ومن اولئك المؤرخين تين وصور يل وكلاهما من فحول رجال التاريخ فقد ذهبا الى ان الثورة الافرنسية لم تغير الخطط الاساسية التي كان يتبعها آل بوربون في سياستهم الخارجية فاننا رأينا كثيراً من زعماء الثورة كانوا يحذون حذو ملوك فرنسة عامة ولويس الرابع عشر خاصة في السياسة الخارجية ولم يتركوا الاطماع القديمة جانباً ، ولا تحاموا المغامرة والمقامرة مع الدول الكبرى في حلبة الاستعمار وافتتاح الممالك ، فلقد نافست فرنسة اكثر مما كانت تنافسها فرنسة ومصر الجمهورية بريطانية على استعمار الهند . الملكية في ذلك ! أترى ان حملة نابليون على مصر وايفاد الوفود والبعثات السياسية الى الهند كانا لتحرير هذين الشعبين : كلا ثم كلا ! اما نحن وان سلمنا بهذا القول، الا انه لا سبيل الى انكار حقيقة راهنة وهي ان الحكومة في فرنسة دخلت على اثر الثورة في عهد جديد مجيد من الاصلاح والتكامل ، وان الشعب اصبح سائداً بعد ان كان مسوداً ، على ان نابليون رغم ما احرزه من النصر في ساحات القتال وما ناله من المنزلة في قلب شعبه ( 2 او بالام ينك الحري من سنو في ب بعوا وانت واسی 3 1 2 3 19 19 2 1 5 اثناء الشهـ لم ونك والا المند
صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol. 3-4, 15-9-1924.pdf/23
المظهر