تاريخ الحرية الفكرية - تابع - لقد كانت آثينة في منتصف القرن الخامس قبل المسيح قوية جداً ومرتقية الى ذوى الادب والفن وكانت الديمقراطية سائدة فيها سيادة تامة والمناقشات السياسية حرة جداً وكان يدير شؤونها ويقبض على ازمة امورها الرجل الاداري الكبير والسياسي المحنك بر يكلس – وقد كان حر الفكر وصديقاً جماً للفيلسوف « انكساغوراس ) الذي قدم من إبونية ليدرس في آئينة ولم يكن هذا الفيلسوف ممن يعتقد بالها قومه . فكان اعداء بريكلس السياسيين يؤذونه بالطعن بصديقه الفيلسوف . ثم سعوا الى وضع قانون لمحاكمة من يكفر بالدين - وكان من السهل اثبات كفر انكساغوراس الذي كان يقول : ان الآلهة ليست سوى استنتاجات عقلية sbstractions وان الشمس التي يصلي لها الآثينيون صباحا ومساء ليست سوى مادة ملتهبة . ان تأثیر بر يكلس والتزامه لانكساغوراس نجاه من عقوبة صارمة غير انه اغهم بغرامة باهضة وترك آثينة الى بلدة اخرى حيث استقبل بالاحترام .. لقد ألف الحكيم بروتاغوراس من أكابر السفسطائيين كتاباً ( عن الآلهة ) ليثبت عدم امكان معرفة الآلهة بالعقل. والكلمات الاولى منه تبدأ هكذا : اما الآكاة فلا استطيع ان اقول بوجودهم ولا بعدمهم . وهناك اسباب كثيرة لعدم معرفتنا ذلك منها غموض الموضوع ومنها قصر عمر الانسان ) . فما كان من السلطة الا ان حكمت عليه بالكفر فقر من آثينة. وهناك امثلة اخرى تدل على ان الافكار المضادة للدين بصورة شديدة صريحة كانت معروضة للتضييق ولكن هذا التضيق لم يكن بدرجة يجوز ان تقاص بالعصور التالية
صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol. 3-4, 15-9-1924.pdf/14
المظهر