صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/9

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٧
نحن في هيكل الماضي

أولئك هم نفر من نقدة الادب والتاريخ النابغين في وادي النيل في هذه السنوات، التفتوا بعد اليقظة الى حالتنا المؤسفة، تكبرت عليهم، فقاموا وحملوا مشعال الصراحة في ايديهم وطفقوا بضيئون للعالم العربي السبيل صارخين : اتبعونا .

ودونك احدار كان هذه النهضة العقلية، و الدكتور طه حسين، المعروف،انظر كيف مجاهر بالحق داحضاً اقوال من انكر واعليه تصويره القدماء تصويراً صحيحاً في مقالات له عن العصر العباسي، اقرأه بإمعان وقف على مظهر من مظاهر الحركة الفكرية في مصر، واحد معي هذه النزعة الجديدة في تحرير العقل العربي، بعد ان تيقنت ولا ريب من اننا بتعظيمنا السلف على العمياء، جهلنا حقيقتهم وضيعنا حقيقتنا، فلا هم اعطوا حقهم علينا، ولا نحن نلنا نصيبنا منهم

قال الدكتور طه حسين يرد على رفيق العظم والسيد رشيد رضا صاحب المنار وغيرهما :

«لا يزال كثير من العلماء المعروفين في الشرق يسبغون على التاريخ الإسلامي صفة . الجلال والتقديس الديني، او الذي يشبه الديني، تحول بين العقل وبين النظر فيه نظراً يعتمد على النقد والبحث العلمي الصحيح .فهم يؤمنون بمجد القدماء من العرب وجلال خطرهم وتقديس مكانهم. وهم يضيفون البهم كل خير و ينزهونهم عن كل شر. وهم يصة ومهم بجلائل الاعمال و يرفعونهم عن مغائرها. وهم يتخذون ذلك قاعدة من قواعد البحث ومقياساً من مقاييس النقد . فاذا اضفت الى الرشيد شيئاً فليس هذا الشيء صحيحاً الا اذا كان نفسه خليقاً بالرشيد يليق به وبمكانته وليست هذه المكانة هي مكانته في نفسها وانما هي المكانة التي خله اعليه القدم و بعد العهد وجلال الخلافة وكرامة الدين وسطوة الامة العربية.