صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/87

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

رابطة الذوق الذي طالما توسده مراراً عديدة اثناء رحلته فيها . وانتقلنا من هذه الى غرفته الخصوصية فاطلعنا على رسالة كان يكتبها لمجلة سركيس عن شاعر يمني وغيرها لصديقه الشيخ الشبيبي ، وعلى المؤلف الذي يشتغل بكتابته عن رحلته في البلاد العربية وطلب من رفيقنا محمد سعيد الصباغ ان يرسم له بعض خرائط الكتاب . ورأيت على منضدة كتابته ججمة انسان موضوعة بشكل هندسي ، كيفما تأمل الانسان في تلك الحجرة يقع نظره عليها وكاني به يريد ان يبقي شبح الموت ماثلا امام عينيه . خرجنا من تلك الغرفة لنشاهد الفرس التي اهداه اياها عظمة ابن السعود سلطان نجد وما وصلنا الى الرواق الخارجي حتى وقع نظري على باب غرفة في وجهته الشمالية مفتوحاً فرأيت في صـدر تلك القاعة ايقونات للسيد المسيح ولمريم العذراء ولبعض القديسين وامامها الشموع والزهور والمباخر و بداهة عرفت انها لوالدة ذلك الرجل المفكر الذي يزعمه الناس مادياً . ۸۰ رأينا الفرس وهي من جياد الخيل وهدايا الملوك ملوك الهدايا ومي شقراء صبحاء محج واخبرنا الامين انه لماوصل الفرس اليه كتب الى احد اصدقائه في أميركا يخبره عن هذه الهدية وعن المسافة التي قطعتها في البادية فاجاب صديقه الاميركاني قائلا : : ان عملا كهذا يبرهن على صدق المحبة وحفظ الولاء وهو يساوي كل مدنيتنا التي تفاخر بها نحن الغربيون . واثناء الحديث علمنا انه ينهض صباحاً فيتناول القهوة ويجلس لمتابعـة كتابته والساعة العاشرة يأخذ – ركوة – ثانية من القهوة وهو يشتغل كل يوم خمس ساعات دون انقطاع ولا يكلم احداً اثناءها