صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/72

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٧٠
الحرية

بالحجاز بأعالي مجد. قال أبو حنيفة: الأسحل يشبه الماثل ويغلظ حتى تتخذ منه الرحال. وقال مرة: يغلظ كما يغلظ الماثل واحدته إسحلة ولا نظير لها إلا أجرد وإذخر وهما نبنان ، وإيلم وهو الخوص، وإثمد ضرب من الكحل، وقولهم لقيته ببلدة إرسمت. وقال الأزهري: الأسحل شجرة من شجر المساويك ومنه قول امرئ القيس: .

وتعطو برخص غير شئن كانه
اساريع ظبي أو مساريك إسحل

ومنها (العرجون): وهو أصل العذق الذي يعوج وتقطع منة الشماريخ فيبقى على النخل يابسا. وقال ثعلب: هو عود الكباسة ، وقال الأزهري: العرجون أصفر عريض شبه الله به الهلال لما عاد دقيقا فقال سبحانه وتعالى «والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم» أي في دقته واعوجاجه. قال أبو وجبة: وهو من قضبان المساويك .

ومنها (الجريد): وقد عده أبو وجبة أيضا من قضبان المساويك والجريدة للنخلة كالقضيب للشجرة. وذهب بعضهم إلى اشتقاق الجريدة فقال: هي السعفة التي تقشر من خوصها كما يقشر القضيب من ورقه والجمع جريد وجرائد.

هذا الذي يستاك به العرب من الميدان، كما نقله الرواة من ذوي الشأن، واعلم أن الأعراب اليوم معرضون عن جميع خصال الفطرة، ليس لهم منها تصيب بالمرة، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وقليل ما هم وذلك من أوضح الواضحات.

سنة ١٣٣٩