صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/63

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٦١
التأبين في الجاهلية والإسلام

تأبينية كهذه يثنون فيها على الميت ويتناشدون الاشعار الاستنهاضية التي يرمى فيها مرمي بعيد . نهم : ربما كان ولي الميت يقوم على سرير فقيده قبل دفنه و يثني عليه ثم يدفنه. وكانوا أيضاً اذا اجتاز الرجل منهم بقبر صاحبه ر بما يقف مترحماً وناشداً فيه بعض الابيات ثم يعتمر على قبره ناقته . روي ان بعض الشعراء اجتاز بقبر ربيعة بن مكدم فوقف وانشد :

لا يبعدن ربيعة بن مكدم
وسقى الغوادي قبره بذنوب
نفرت قلوصي من حجارة حرة
نصبت على طلق اليدين وهوب
لا تنفري يا ناق منه فإنه
شريب خر مسهر لحروب
لولا السفار وطول قفر مهمه
لتركمنها تحبو على العرقوب

وان رجلاً وقف على قبر النجاشي فترحم وقال : لو لا ان القول لا يحيط بما فيـك والوصف يقصر دونك لا طنبت بل لا سهبت ثم عقر ناقته على قبره وقال :

عقرت على قبر النجاشي ناقتي
بابيض عضب أخلصته صياقله
على قبر من لو انني مت قبله
لهانت عليه عند قبري رواحله

هذا ما كان من امرهم ولكن هل ابطلت الشريعة كل ذلك ياترى ؟ إنها لم تبطل الا المقر اما الانشاد والثناء فلا روى ان الامام علياً وقف على قبر فاطمة رضي الله عنها فتمثل :

لكل اجتماع من خليلين فرقة
وإن الذي دون الفراق قليل
وان افتقادي واحداً بعد واحد
دليل على ان لا يدوم خليل

وتمثلت سيد ثنا عائشة عند قبر عبد الرحمن بن أبي بكر بقول متهم بن