صفحة:-عبد المتعال الصعيدي- تاريخ الإصلاح في الأزهر-1943.pdf/49

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٤٣ -


الجواب عن دراسة هذه العلوم فى ذاتها، مع أن المستفتى لا يسأل عنه ، لأنه حكم فى سؤاله بأن دراستها من الواجب الكفائي ، وإنما يريد إلزام الشيخ الأنبابي بإدخال دراستها في الأزهر ، فما فعله لم يكن استفتاء في الحقيقة وإنما كان سؤالا من عالم إلى عالم ليلزمه بجواب معين يريد إلزامه به من سؤاله والحقيقة أن الشيخ الأنبابى كان على رأى جمهور أهل الأزهر فى مجافاة النظر في تلك العلوم ، لأنها ليست من شأنهم ، وليسوا في حاجة اليها ، فكان يرى أن يبقى القديم فى الأزهر على قدمه ، ولا يصح تغيير شيء فيه ، وقد روى السيد محمد رشيد رضا عن الشيخ محمد عبده أنه لما عاد من النفى إلى مصر حاول أن يقنع الشيخ الأنبابي بأن يأمر بتدريس مقدمة ابن خلدون في الأزهر ، ووصف له من فوائدها ما وصف ، فقال له : إن العادة لم تجر بذلك . فانتقل به الشيخ محمد عبده في شجون الحديث إلى ذكر الشيوخ ، ثم سأله : منذ كم مات الأشمونى والصبان ؟ فقال : منذ كذا . فقال له : إنهما حديثا عهد بوفاة ، وهذه كتبهما تقرأ بعد أن لم تجر العادة بذلك . فسكت الشيخ الأنبابي وقطع الحديث 1 .

ولهذا لم تؤد تلك الفتوى إلى الثمرة المطلوبة منها ، ومضى عهد توفيق باشا دون أن يدخل تغيير في نظام التعليم فى الأزهر .

  1. تاريخ الأستاذ الامام الشيخ محمد عبده ح ا ص ٤٢٦ مطبعة المنار.