صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/261

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۵۳ وليست كل التعليقات جداً كهذا التعليق الذي ألمعنا إليه من كلام « البورص إجبسيان » فهناك تعليقات الأوشاب !- وهناك تعليقات عبيد المعدة ! وهناك تعليقات الماديين الذين يفسرون كل شيء بالماديات ! والأوشـاب وعبيد المعدة والماديون هي كلمات مرادفة لكلمة الشيوعيين باعتراف هؤلاء الشيوعيين الفخورين ! وهؤلاء – أوأذناب هؤلاء – يقولون إننى لا أكره الشيوعية ولا أكتب ما أكتب عنها إلا لأننى قبضت من أعدائها خمسة آلاف جنيه للتشهير بها في بضع مقالات . ولكني أكتب ما أكتبه اليوم عن الشيوعية منذ كانت الشيوعية ، أو منذ عشر بن سنة على التقريب . وأكتب عن جميع الشيوعية والشيوعيين فما تفسير ذلك ياترى ؟ ولم لاتكون الكراهة هنا كراهة رأى ما دامت مطردة في جميع الأوقات وعلى جميع المذاهب و بين جميع الأحوال ؟ كلا . لا يمكن أن يفسر كلام إنسان بالرأي والعقيدة في عرف الأوشاب وعبيد المعدة والمفسرين للتاريخ كله بالماديات أفي الدنيا إنسان يحارب رأيا لأنه يؤمن ببطلانه ؟ كيف يكون هذا ؟ وكيف يكون الإنسان عبداً للمعدة إذن ويكون الرأى محور أقواله ومثار خصوماته ؟ هذا مناقض « للمذهب » في الصميم . وهو كذلك مناقض « للخطط الحربية » التي أوصى بها ماركس أتباعه علانية ولم يتورع أن يزينها لهم في منشوراته على مسمع من الدنيا بأسرها ؛ فهو القائل : المذاهب التي تناقض الديمقراطية كما كتبت عن