صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/228

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۲۰ – وصعوبة سهلا جائزاً خلوا من الغرابة . ومن ثم ينبغي أن نقدم الاستقراء العقلي – في تمحيص الخواطر المتواردة – على استقراء التاريخ مع رجاحة هذا و لأن استقراء التاريخ وحده لا يكفي للبت في جميع الأمور . ونعنى بالاستقراء العقلى أن نمتحن ذهن الكاتب وأن نتابع وجهته في تفكيره ، فإذا عرفنا أنه قمين أن يقول ماقال ، وأن يخوض حيث خاض ، ويتوجه حيث توجه ، فالاتهام بعد ذلك ضرب من اللغو والتمحل ، وإن لم يكن كذلك فهو متهم ولو لم يكشفه استقراء التاريخ . ية الاستغاء عنه ، أما حين يقع الاتفاق في العبارات والحروف صفحات متواليات فليس من المروءة أن نجزم باستحالة ذلك قبل أن نحتكم إلى الاستقراء العقلى من طريق علم النفس ودرس الذهن الذي تقع له أمثال هذه الغرائب ، فقد يهدينا الحكم الوئيد هنا حيث يضلنا الحكم السريع ، ولا ضير علينا إذا تطابق الحكمان في النهاية بعد الموازنة والمقابلة بين جميع الفروض .