صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/192

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ١٨٤ - البلاد الأوربية . وإنما نعد الجمهور القارىء متشكلا إذا وجدت فيه طائفة مستقلة لكل نوع من أنواع القراءة ، و إن ندر ولم يتجاوز المشغولون به المئات . وسنسمع المقترحات التي لا نهاية لها ، ولا نزال نسمعها كثيراً حتى يتم لنـا « التشكيل» المنشود ، وهو غير بعيد . ولسنا لهذا نستغربها كلما سمعناها من حين إلى حين لأنها مفهومة على الوجـه . الذي قدمناه . ولكن الذي لا نفهمـه أن نتلقى تلك المقترحات من كاتب نابه يعرف حاجة الأمة العربية إلى كل نوع من أنواع القراءة ، ولا سيما تاريخها القديم مكتوبا على النمط الحديث . . فغريب حقا أن يشير كاتب نابه إلى كتابة الدكتور هيكل وكتابتي عن أبي بكر وعمر ؛ فيقول كما قال كاتب المصور : « . . . . . حسن جداً هـذا السباق وقد أجدتما الجرى في ميدانه ، ولكن هل نسيتها أن أبا بكر وعمر كتب عنهما مائتا كتاب؟ وأن في عصرنا الحاضر موضوعات قومية ووطنية وتاريخية ومالية واجتماعية تستحق منكما نظرة ومن قاميكما التفاتة ؟ وأن أكثر طلابنا لا يعرفون عن تاريخ بلادهم الحديث حرفا ، وأن صدر الإسلام بحمد الله قد وفاه أئمته وأدباؤه وشعراؤه من العرب حقه فلم يتركوا صغيرة ولا كبيرة إلا وفوها وشرحوها وفصلوها ، و بقى تاريخ مصر الحديث والقديم بغير بحث ولا تحليل ؟ غريب هذا الرأي من « المسئولين ، كما نسميهم في لغة السياسة وإن لم يكن غريباً من غير المسئولين . في صفحات وتتم غرابته لأنه يجمع من الأخطاء في بضعة أسطر ما يندر أن يجتمع منها الله فبالأمس سمعنا دعوة إلى انفراد كل جنس بالكتابة عن جنسه ، فلا يكتب عن