الأدب والاصلاح
6 ( أشار الدكتور زكي مبارك إلى حديث لي لخصته صحيفة العزيمة الأسبوعية بقلم مراسل من مراسليها ولخصه الدكتور في قوله إن الأدب ينبغي « أن يكون للأدب ، فلا يكتب الكاتب غير ما يوحي به الطبع ، وهو يعني بالحقائق الخالدة ؛ أما المشكلات التي تتعلق بالطبقات المختلفة فهي مشكلات وقتية يناط تدبيرها بالرجال الإداريين » ثم قال الدكتور :
- « أما بعد، فهذه مشكلة من أصعب المشكلات ، والأستاذ
عباس العقاد أن يوضح رأيه كما يشاء » ورأيي في هذا الموضوع الذي يستحق التوضيح أن الأديب لا يغض من أدبه أن يكتب في مسائل الاجتماع والإصلاح الموقوت ، ولكن الكتابة في هذه المسائل لیست شرط من شروط الأدب وليست حتما لزاما على كل أديب . لأن الأدب التعبير ، والتعبير غاية مقصودة ، وغاية كافية، وغاية لا يعيبها أن تنفصل عن سائر الغايات . ولا فرق بين الأديب المعبر بنظمه ونثره و بين الموسيقى المعبر بألحانه ونغماته . فكلاها يصف النفس الإنسانية في حالة من حالاتها ، وكلاها مستقل بوحيه لايشترط .. فيه أن يتعرض لعمل المصلح الاجتماعي أو الباحث الأخلاقي أو الناظر في مشكافت الثروة وشئون المعيشة . و إنما جاء اشتراط البحث الاجتماعي أو الاقتصادي على الأدباء وأصحاب الفنون بدعة من بدع المذهب الاشتراكي في العصر الحديث ، وهو مع هذا نقیض الدعوة الاشتراكية في الأساس والصميم . ع م ۱۲ و و