صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/165

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ١٥٧ - وخير لنا أن نفرض هـذا الإنصاف على أنفسنا قبـل أن تفرضه النظم الدولية علينـا . فإن لم يكن ذلك فإن تعميمه بالنظم الدولية أنفع لنا من التفرد بين الأمم بتجاهل مطالب العمال والإغضاء عن حقوق العمل في صـوره المختلفة ، لأن هبوط مستوى المعيشة : بين الطبقة العاملة في بلادنا يسـوق إلينا الأموال الأجنبية التي يطمع أصحابها في استغلال مرافقنا ، لرخص الأجور عندنا . فعلينا إذن أن نسبق الاشتراكية إلى منتصف الطريق ، و إلا جاءتنا الاشتراكية منا . وفتحت أبوابنا على الرغم من ونعني بسبق الاشتراكية إلى منتصف الطريق أن نؤمن بتعاون الطبقات فنقضى على حرب الطبقات قبل احتدامها . ولا بد من تعقل الأغنياء هنا في مواجهة الحقيقة ، بل لا بد من فرض هذا التعقل على جهلائهم بهداية الزعماء الذين يعرفون الخطر قبل وقوعه ، و يعطون الحق قبل أن يغصبوا عليه . ومن آيات هذا التعقل أن يقبل أصحاب الأموال زيادة الضرائب على ثرواتهم الكبيرة لنشر التعليم وتحسين الصحة العامة وضمان العيش للشيوخ والعجزة ، وضمان التربية وسلامة البنية للأطفال الصغار المحرومين من العائلين . ومن آيات هذا التعقل أن يتبرع الأغنياء بالأموال لبناء المستشفيات والملاجىء والمدارس الشعبية ، و إقامة المصانع وإصلاح الأرض البور تيسيراً لوسائل العمل » وتوفيراً للسلع والخيرات ، فلا يكون قصاراهم من خدمة المجتمع أن يرضخوا من الضرائب طائعين أوكارهين . وفي اعتقادنا أن الأمم تستطيع أن تحول الحركة – حركة الاشتراكية – عن مجراها الذي رسمه لها كارل ماركس إذا هي قضت من البداية على حرب الطبقات بتعاون الطبقات