صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/159

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-101- الإقرار له بالسيادة ، وهو سيد لأنه لن يكون عبداً و إن أخطأته الذرائع إلى حين . أما الذي يبغى أن يسـود ولا يأبى أن يكون عبدا فأين هو من إرادة الســـــــيادة ؟ وأما الذي يبغى أن يسود ولا يختلف عنده مقام السيد الرفيع ومقام العبدالذليل فأين هو من إرادة السيادة ؟ وأما الذي يبغى أن يسود ويحسب أن الناس يسودونه قبل أن يسود عليهم فأين هو من إرادة السيادة ؟ قل إنه يتمنى أن يسود ، أو قل إنه يحلم بأن يسود ، أو قل إنه لا يكره أن يسود ، فأما أنه يريد فمعاذ الإرادة أن تجتمع ونقيضها في عزيمة واحدة ، ومعاذ الإرادة أن تجتمع ولا يتبعها عمل ولا يتبع العمل نجاح . لماذا لا نعمل ؟ لأننا لانريد ! ولماذا لانريد ؟ لأن زادنا من الحس والوعى والخيال قليل انا ومع هذا نحن لا نزهى بشيء كما نزهى بفرط الحس وفرط الوعي وفرط الخيال .. فهل رأيت إلى بعد ما بين الحقيقة والدعوى ، وبعد ما بين وصف الداء ووصف العلاج ؟! إملا النفس بالحس والوعى والخيال تملأها بالحركة والإرادة غير منفصلين .. وانظر إلى الطفل الدارج لماذا لا يهدأ ؟ ألأنه قرأ الفصول والمباحث في فضل الحركة والنشاط؟ الأن أحداً أمره أو أحداً أغراه ؟كلا ! ولكنه يتحرك وينشط لأنه شبعان من الحسن . شبعان من إرادة العمل الذي يهواه . ولو سبب غير ذلك دعاه إلى الحركة والنشاط لما استجاب . إذا أحسسنا لم نصبر على الركود ، وإذا نفضنا الركود فماذا أمامنا غير. الحركة والعمل ؟ وماذا أمامنا غير الظفر والفلاح ؟ لنفس كل النسيان وأشد النسيان أننا ـ معاشر الشرقيين ـ قوم مصابون بفرط الحس والوعي والخيال . فإننا لأبرأ الناس من هذا المصاب إن كان مصاباً . و إنقا لأحوج الناس إلى هذا الشفاء ، وهو شفاء . 0