صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/157

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 149 - فهذا الخزين العصبي هو الذي يستفاد من البناء بالأوربيات ولا سيما بنات الشمال . ومن هذه الوجهة لا اعتراض على زواج المصريين بالأوربيات أو من يشابهن في هذه الخصلة ، و إنما يأتى الاعتراض على هـذا الزواج من الوجهة القومية والوجهة الأخلاقية والوجهة الإنسانية على السواء فالنساء المصريات اليوم أوفر عدداً من الرجال المصريين ، فإذا تركهن أبناء وطنهن ليبنوا بالأجنبيات فعاقبة ذلك عضل مئات الألوف من البنات في سن الزواج ، وعاقبة هذا العضل فساد في الأخلاق و بلاء على المجتمع المصرى ير بيان على كل نفع مرجو من البناء بالأوربيات ، ولوكن من أفضل النساء . ( وهكذا يرى الأديب صاحب الخطاب أن شئون الأمم تعالج جملة من جوانب كثيرة ولا يقتصر العلاج فيها على جانب دون جانب . وعندنا أن الأمة التي تكون كل فتاة فيها متزوجة في سنها المعقولة أسلم من الأمة التي ينجب فيها عشرة آلاف أو عشرون ألفاً نسـلا متفوقاً و إلى جوارهم ألوف العوانس يبتذلن أنوثتهن فيسرى فسادهن إلى البيوت جميعاً و يغرق ذلك النسل المتفوق في لجته التي لاتدفعها شطوط ولا جسور . فنصيحة الفرد أن الزواج ببنات الأمم المتقدمة زواج صالح مطلوب . ونصيحة الأمة أن ترك بناتها معضولات بلاء غير مأمون . فإن تسنى دفع هذاء البلاء وتحصيل النفع من البناء بالأوربيات المتقدمات فقد استطيعت خدمة الفرد والأمة على السواء ولكنه على هذا احتمال بعيد . .