صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/154

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الزواج بين الأقارب والأباعد ، وما يقوله عنه المختصون بهذه الشؤون من علماء الاجتماع ومؤرخي طبائع الأجناس . - 146 - فالزواج بالأباعد ، وهو ما يسميه خبراء هـذه الشؤون « إكسوجامي » Exogamy هو عادة أو شريعة من أقدم الشرائع في المجتمعات الفطرية والمجتمعات التي أخذت بنصيب من الحضارة . ويندر بين هذه المجتمعات من لم يعرف « الإكسوجامي » في صورة من صوره الكثيرة التي تتقلب على جميع الفروض وتتناقض أغرب التناقض في بعض الأحوال فمن هذه المجتمعات ما يحرم فيه زواج الأخوين ولا يحرم فيه زواج الأب ببنته . ومنه ما يحرم فيه زواج هؤلاء جميعاً ومعهم أبناء الأعمام ، ومنه ما يحرم فيه زواج أبناء القبيلة الواحدة الذين ينتسبون إلى جد واحد ، ومنه ما يحرم فيه الحمل ولا تحرم فيه الصلات الجنسية والاختلاف في تعليل هذا التحريم بين الباحثين فيه أكبر وأوسع من اختلاف القبائل في هذه العادة ، وهذه الشريعة . فمنهم من يعزوها إلى غيرة الأب من ولده ، وغيرة الأم من بنتها ، ومنهم من يعزوها إلى رغبة الرجال في إظهار القوة باغتصاب الحلائل من القبائل البعيدة ، ومنهم ,, من يعزوها إلى « الطوطمية » ، أو اتخاذ حيوان من الحيوانات جداً للقبيلة كلها وربا حارساً لجميع أفرادها ، فهم جميعاً في حكم الأسرة الواحدة التي لا يجوز لها أن تأكل من لحمها ودمها » ... ومنهم من يعزوه إلى الأسباب الاقتصادية ، لأن الأب يتقاضى مهراً من الزوج الغريب ولا يتقاضاه من ابنه أو ابن عمه ، ومنهم من يعزوه إلى ما يكون بين الأقربين من الألفة التي تضعف الرغبة الجنسية وتنشىء بين الأمر بين علاقة من الرحم غير علاقة الزواج . وكل أولئك جائز أن يؤدي إلى تقرير هذه الشريعة في الجماعات الأولى ، n (