زواج الأقارب والأباعد
أرسل إلى بعض الأدباء يقول : د هل لى أن ألمس لديكم الرأي في أصر عن لي لم أوفق إلى غيرك أطمئن إليه ... لأعهد إليه في الإجابة الشافية القوية ؟ والمسألة هي مسألة زواج ذوى القرابة وخصوصا القرابة · القريبة» بين من يسميهما الإنجليز أبناء العمومة Cousins « فقد زعم بعض من كتب في هذا الموضوع وقرأت لهم أن النسل يأتي هزيلا معتل البنية والذهن ، كلما اقترب الزوجان في النسب ، ( ولنضرب مثلا لذلك صاحب كتاب أصول الحضارة في تدعيمة رأيه ببيوتات أوربا المالكة ) ، كما قرأت أيضا ما ينفي هذا القول ويثبت نقيضه . ثم إنني رأيت أن نبينا محمد صلوات الله عليه قد ذهب إلى تزويج بنتين من بناته من رجلين من ذوي قرباها القريبة . فاستنتجت من ذلك أن لا غضاضة ولا مضرة في مثل هذا الزواج . ومن هنا ترون التضارب والخبط بين علماء أوربا وأدباء العربية القدامى في أمور هي من الأهمية بالمكان الأول ، لأنها تتعلق بمستقبل بنی الانسان وما يرجى لهم على هذه الأرض من ارتقاء في بنية الجسوم والعقول والأخلاق
- وعلى هذا نلتمس بين يديكم الحجة والصواب في هذه المشكلة من الناحية البيولوجية والعلمية .
وأما ونحن بصدد الزواج وما يدور حوله فليسمح لى الأستاذ أن أستفتيه في اقتران المصريين من الأوربيات الغربيات من الناحية البيولوجية الحديثة ... » و و و
- * *
ومسألة الزواج اليوم - و بعد الحرب الحاضرة على الخصوص . هي إحدى المسائل التي يتجدد البحث فيها ، أو يعاد النظر إليها على ضوء من العلم الحديث والتجارب السابقة واللاحقة في المجتمعات المختلفة ، حسيا تدین به تلك المجتمعات من العقائد الدينية والسياسية ، ولاسيما المجتمعات التي تفرض عليها عقائدها رأيا خاصا في بناء الأسرة وعلاقات الرجال والنساء . فالنظر إليها من بعض جوانبها مقدمة لنظرات كثيرة في الواقع سيشغل بها أبناء مصر مختار بن أو غير مختارين بعد زمن قصير . ومن هذه الجوانب التي تستحق النظر أو تستحق إعادة البحث فيها جانب غم - ۱۰