صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/150

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ١٤٢ - وليست المسألة هنا مسألة النظام السياسي الذي يطلقون عليه اسم النازية أو اسم الشيوعية أو اسم الفاشية أو اسم العسكرية اليابانية ، فإن النظم السياسية جميعاً تتساوى في هذه القدرة متى لجأت إلى تشغيل الأيدي في الذخيرة والسلاح ، وأن الديموقراطية لأقدر من المذاهب الأخرى على تشغيل الأيدى جميعاً في إبان الحروب التي تساق إليها كما نرى الآن في كل مكان رأي العين . فلا ينبغي إذن أن يقال إن تدبير الرزق بالإكثار من مصانع السلاح والذخيرة مزية من مزايا هذا النظام أو ذاك ، فهي مزية ميسورة لكل من يختار هذا العلاج أو يندفع إليه ، ولا يزال من المحقق بعد هذا كله أن الديموقراطية تفضل المذاهب الأخرى من شتى نواحيها ، لأنها تعترف بالحرية الإنسانية ولا تعجز عن علاج مشكلة البطالة على هذا المنوال حين تشاء لا الله . وبعد فأين هو النظام السياسي الذي يسمح لكل من شاء أن يسافر إلى الإسكندرية ويلقى بجسده المتعب على شاطئها ؟ . هب الفوارق الاقتصادية قد زالت كل الزوال ولم يبق في الأرض إلا أنداد متساوون في الثروة والقدرة على المتاع وأراد هؤلاء أن يذهبوا إلى الإسكندرية فكيف يذهبون ؟

  • * *

أيذهبون إليها بالبطاقات على حسب الدور ؟ أيذهبون إليها دفعة واحدة في أسبوع - وأحد ؟ إنهم على كل حال مقيدون بالإمكان الذي لاسيطرة لهم عليه ، ولو استراحوا من تفاوت المراتب واختلاف الأرزاق يروى أبناء البلدقصة طريفة عن الكلب الرومى والكلب البلدي اللذين اصطحبا على الخير والشر وذهبا إلى سوق الجزارين يبغيان الرزق من وراء الأوضام والسواطير. ذهبا أولا إلى سوق الروم فإذا الحواجز قائمة على الدكاكين وإذا هي لا تبيح