صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/146

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۳۸ - و إنه ، صور خمسا وعشرين صورة نسائية لا تختلط واحدة منها بالأخرى ولا توجد امرأة واحدة تحصيها في وجوهها وملامحها ، ولكن الذي قال ذلك امرأة فاضلة هي أنا جمسن (Anna Jameson) في كتابها بطلات شكسبير . ولم توجد بعد المرأة الفذة بين النساء ، كما كان شكسبير الرجل الفذ بين الرجال . تلك طرائف آنسة في حديث الذكر والأنثى . ولهذا الحديث طرائف أخرى في « رجل » كشفه الأستاذ السيد قطب وقال هو عن نفسه إنه يفخر بمشابهة المرأة في تكوينها . هـذا الرجل يقول لنا : « وأنا أحب أن يعلم الأستاذ قطب ، وأن ينقل إلى الأستاذ الكبير العقاد ، أن الحياة البشرية ليست من البساطة بحيث يظفان ... وقديماً زعم اليونان أن الآلهة عند خلقها للبشر لم تخلق الرجل والمرأة دفعة واحدة بل خلقت أعضاء مختلفة ثم جمعت بين تلك الأعضـاء لتسوى الرجل والمرأة ، وهى لسوء الحظ أو حسنه لم تحرص على نقاء الرجل من عنصر المرأة أو نقاء المرأة من عنصر الرجل . ولهذه الخرافة الرمزية دلالتها فليست هناك امرأة كاملة الأنوثة وليس هناك رجل كامل الرجولة ... » إلى آخر ما قال هذا الرجل الذي كشفه السيد قطب جزاه ان ومنتظرون نحن حتى يجشم هـذا الرجل نفسه مشقة الرسالة التي بعث بها إلينا من طريق الأستاذ سيد قطب لينقلها إلينا ... ! منتظرون تلك الرسالة منذ متى يا ترى ؟ ه الله منتظروها منذ سبع عشرة سنة يوم كتبنا نقول : « لا بدع أن يكون الأمر كذلك وأن نجد حب تاجور أقرب إلى عطف الأنوثة ورحمـة الأمومة . فإن فاصل الجنس ليس من المناعة والحسم بالمكان الذي يتوهمه أكثر الناس . وليس كل رجل رجلا بحتاً ولا كل امرأة امرأة صميمة ، وإنما تمتزج الصفات وتتفق المزايا ويكون في الرجل بعض الأنوثة كما يكون في المرأة بعض الرجولة ، ولا أرى في تصور ذلك أظرف