صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/103

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-901 و باليونان ومحافلهم القومية التي كانت تتعاقب كل عام أو بضعة أعوام . و بالفرس ومواكب الكرة والصولجان ، والعرب وميادين الفروسية ومنازه الصيد والقنص وما اقتبسوه من سائر الأمم والدولات حينما ارتفع لهم عرش واستقرت لهم إمامة . أما في التاريخ الحديث فيوشك أن يكون السبق في مضمار اللعب قريناً بالسبق في مضمار السيادة . ويصدق من يقول إن بريطانيا العظمى تفردت بالسلطان العالمي يوم تفردت بالسبق في ألعابها ، وشوركت في ذلك السلطان يوم شوركت في تلك الألعاب . فاللعب هو فيض الحياة . ولن تكون سيادة بغير حياة أولا ... ثم فيض في الحياة بعد ذاك . أ

لا يلعب الإنسان وهو عليل . ولا يلعب وهو محسور مغلوب . ولا يلعب وهو مسلوب المشيئة . ولكنه يلعب حين يصح ، وحين يفرح ، وحين يملك زمامه فيشـاء ويفعل ما يشاء . . فاللعب والحياة الفائضة صنوان ، والسيادة والحياة الفائضة لا تفترقان .

لكنهم ضعفوا في الشرق فلم يفقهوا لغة الحياة ولم يلحنوا ما تقول حين تتكلم بكل لسان . رأوا الطفل يلعب وهو قليل العقل . ورأوا الشيخ يتجنب اللعب وهو كثير العقل أو كثير الاختبار، فحسبوا أن اللعب ونقصان العقل متلازمان ، وأن الوجوم من اللعب ورجاحة العقل مترادفان . .