صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/10

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

) - ۲ - من الرخام . فأراد مونتاني بمقالاته أن تكون محاولات « رخوة » من هذا القبيل ، وقصرها على الأحاديث المستخفة والتجارب الشخصية التي يتناجي بهـا الإخوان في ساعات السمر وتزجية الفراغ . فلما تناول « باكون » الكتابة المقالية أقل فيها من الناحية الشخصية وزاد فيها من الناحية الدراسية فأصبحت مقالاته أقرب إلى التركيز والإدماج منها إلى التبسط والفكاهة ، ولقيت مع ذلك رواجا أى رواج . ثم نشأت الصحافة فاستقرت المقالة في مكانها الذي لا غنى عنـه بنوع آخر من أنواع الكتابة الوجيزة ، بعد أن كانت محاولة مترددة بين القبول والإهمال . وانقسمت مواضيع المقالات على . الصحف والمجلات ، فما كان منها للتسلية والقراءة العامة فقد التزمت فيه طريقة مونتاني وتابعيه ، وما كان منها للدرس والقراءة الخاصة فقد غلبت عليه صبغة الجد والإتقان ، وقيل في تعريف النمط الأول أنه أشبه شيء بحديث شخصي تفاجئه على غير انتظار . فهو مزاج من التفتح والحيطة العارضة على المترقبين المتطلعين ... وقيل في تعريف النمط الآخر أنه درس يلاحظ فيه تلخيص المطولات وتقريب المتفرقات، وقد يبلغ الغاية من التركيز والإدماج. والذي نراه نحن في «المقالة» أنها ينبغي أن تكون «مشروع كتاب في موضوعها من و لمن يتسع وقته للإجمال ولا يتسع للتفصيل ، فكل مقالة في موضوع فهي كتاب صغير يشتمل على النواة التي تنبت منها الشجرة لمن شاء الانتظار » . وقد توخينا هذه الخطة في مقالات هذا الكتاب ، وجعلناها كمقالات «الفصول » و « المطالعات » و « المراجعات » وساعات بين الكتب من حيث الموضوع والحيز وأسلوب التناول ، ولكن مقالات هذا الكتاب لا تدخل تحت عنوان من تلك العناوين لأنها كانت على الأكثر أجوبة لأسئلة معينة بوجهها القراء إلى صاحب الكتاب فهي تخالفها في المناسبة و إن وافقتها في موضوعها وخطتها و إيثارها الجوانب العـامة على الجوانب الشخصية . ،