صفحة:وصف إفريقية من الاستبصار في عجائب الأمصار.pdf/61

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وقد بني له صهريج كبير يقع فيه و تسقى منه جميع بساتينها و ارضها ولم يكن من القيروان إلى سجلاسة مدينة أكبر منها * مدينة بكرة و هي مدينة كبيرة و حوالها حصوين كثيرة و قرى عامة وهي قاعدتهم و لها غابة كبيرة كثيرة النخل و الزيتون و جبع الثمار و تعرف ببسكرة النخل لكثرته به وفي جميع البلاد انما يصبحون عليه بسكرة و اكثر تمرها الجنس المعروف بالكسبا و هو المعروف بلاد المشرق و مدينة الرسول عليه السلام و غيرها بالسمانی و بسكرة أيضا جنس من التمر يعرف بالیاری و هو ابيض املس وكان صاحب القيروان يامر عماله بالمنع من بيعه وبعت ما هناك منه اليه لطيه وحسنه و بشق غابة بسكرة نهر كبير ينحدر من جل اوراس يسقي بساتينها و نخلها و هونحو ستة اميال في غابة متصلة بالمدينة يشن غابتها وقراها و بكرة دار فقه وعلم فيها العلماء و من قرى بسكرة قرية تستمي مسلون و منها كان أبو عبد الملك السلونی وكان عائلة فقيها يحمل عنه العلم و الذي أخبر في طريق بسكرة جلا و فيه كهف فيه رجل فقيل لم يعرف أحد من این عهد هو ولم تغيره الدهر ولا تقادم الأزمان كاتما جراحه تقطر دما كانه قد قتل من يومين و تخبر الكاقة و الخلف عن السلف أنهم که كذا عرفه مكانوا و قد نقلوه اهل تلك النواحی و دفتنوه بأقبتهم تبركا به ثم ملئوا الى ان وجدوة في الكهف على حاله بحدث بذلك ثقات أهل النواحي و يقال أنه من المحاربين ذكر محمد بن يوسف في كتابه أن هذا القتيل في شق جل بشرقي عين أوبان و هذه العين عظمة بين مدينة مرماجة و بين مدينة