صفحة:وصف إفريقية من الاستبصار في عجائب الأمصار.pdf/45

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

المجرد عين اعظم منها لا يدرك لها شعر و بقرب نفراوة مدينة أزلية غير مسكونة فيها آثار كثيرة للاوائل تعرف بالمدينة و بين نفرلية ونسطبلية مرحلة و الطريق بينهما في ارض شواخة و ساخ و ملاحات لا يهتدی الطريق بها إلا بخشب قد نصبت في دهس تشه الصابون في الرطوبة فإن أخطأ احد طریق تلك الخشب المصرية على الطريق سلك في تلك الساخ و قد هلكت فيه العساكر المجاعات على قديم الزمان من دخلها ولا يعرف امرها أو حانته تلك الخشب و تلك السباخ لا يعلم لها آخر انما هي قد اتسعت في تلك الصيحاری و لا يسلك منها الا الطريق إلى توند و الى بلاد قسطبلية ما يقرب من البر بتلك العلامات و يقال انها متصلة بلاد غدامس و هذه الساخ كلها ملاليح و فيها موضع و المحامة يعرف بالسبع ساخ و في وسط الطريق المار من مدينة توزر الى نغارة جزيرة صغيرة فيها عين عذبة يشرب منها من يسير على ذلك الطريق واذا دخل المسافرون هذا الطريق في ايام الصيف يكادون هلكون من حرارة الملح و يجعل مآوهم و هو في الزقاق ملجأ و لا يقدر على شربه الا أن مزج بسكر او بعمل رايت ذلك وشاهدت قال الناظر وعند ما هزم الخليفة ابو یوسف رضي الله عنه الشتى الميورقی بظاهر مدينة حامة مطاطة المذكورة في الشقي منهزمة بخديعة الذهن أخذأ على هذه الساخ فتبعه الموحدون اعزهم الله سالكين انه قاضين خبره حتى اشرفر على مدينة توزر فلقوه قد. توغل في صحرائها و خاطب الخليفة رضى الله البلاد المغرب لا بذلك فمن فضل من الرسالة نهض الموحدون اعزهم قابس كها الله آخذين على محرائها و قاصدين إلى البلاد بین نقطة من