صفحة:وصف إفريقية من الاستبصار في عجائب الأمصار.pdf/42

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قدر احد على الدخول في الصحراء التي في قبلتها و يقال أن في تلك الصحراء وادی رمل يجری کا مجرى الماء و هذا مستفاض و اهلها من بقايا الروم الذين كانوا بافريقية قبل استفتاح المسلمين لها وكذلك اكتر اهل قسطبلية و بلاد المجيد لانهم في حين دخول المسلمين افريقية اسلوا على أموالهم و فيهم من العرب الذين سكنوا فيها من المسلمين عند استفتاحها و فهم من البربر الذين دخلوها في قديم الزمان عند خروجهم من بلادهم و انجلائهم عنها و ذلك أن بلاد البربر انها كانت ارض فلسطين من ديار الشام وما جاور تلك الاسفاع وكان ملكهم جالوت المختار العنيد و جالوت مهمة لسائر ملوك البربر الى ان قتل داوود عليه السلام جالوت كما ذكر الله تعالى في محكم كتابه و دخلت بلادهم و تفرقوا في اللاد فشي اكثرهم نحو المغرب و نزل بعضهم بالقرب من بلاد مصر و تفرقت البرابر في بلاد افريقية و بلاد المغرب حتى وصلوا الى اقاصي بلاد المغرب على ازيد من الفي ميل من بلاد القيروان و استوطنوها إلى وقتنا هذا وكانت بلاد أفريقية للافرنج فاجلتها البربر عنها إلى جزائر من البحر مثل صقلية و غيرها ثم تراجعت الافرنمية الى مدنها و عمائرها على مواعدة و صلح مع البربر و اختارت البربر سکنا المال و الرمال و البراری و اطراف البلاد و صارت الروم بالمدن والعمائر حتى افتتح المسلمون افريقية فانجلت الروم أمام المسلمين مرة ثانية إلى جزائر البحر و غيرها ألا من اسلم و بقى في بلاده على ماله مثل أهل قسطيلة و اهل توزر بسبعون زبل مراحضهم و هم يعبرون بذلك لانهم لا يدخلون المراحض بالماء لئلا تفسد الزبل فاذا دخل أحدهم المرحاض >