صفحة:وصف إفريقية من الاستبصار في عجائب الأمصار.pdf/35

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

TO الوصول اله نخاف نفاد الزاد فکت راجعة فنزل في رجوعه ذات ليلة ربوة من الأرض في هاء تلك الصحراء فوجد بعض اصابه في نواحي تلك الربوة بيت للاوائل فبحثوا عليه فاذا هو لبن من نحاس احمر فزادوا في البحث فوجدوا آساس سور من نحاس احمر للاوائل فلوقروا جميع ما عندهم من الظهر من تلك اللبن و ساروا حتى أتوا مدينة الواح الخارج فباعوا ذلك النحاس باموال كثيرة ثم أرادوا أن يرجعوا إلى تلك الربوة التي وجدوا فيها النحاس فلم يقدروا عليها وضلوا طريقها ولو وجدوها لكان فيها غنائم الى اخر الدهر قبل أني رجل من أهل الواح الخارج إلى مقرب بن ماض فاخبره أنه دخل غائط نخل كان له فوجد أكثر تمره قد أكل ووجد فيه اثر قدم انسان لا يشه هذا الخلق في العظم قال فاحتريه هو و اهاليه ليال جنی طرقهم ذلك الشخص فراوا خلقة عظيمة لم يعهد مثله فجعل يأكل التمر فلا هټول به فاتهم فلم يعلوا له امرأ قال فنهض مغرب حتى وقف على اثر ذلك الشخص فاستعظه و امرهم أن يحفروا زية في الموضع الذي كان يدخل فيه و يغطوا أعلاها بالمحشيش و برقبوه ففعلوا ذلك ورقبوه ليلا متابعة فلما كان ذات ليلة أقل ذلك الشخص على عادته فتردى في الزية فبادروا اليه بجمعهم و غلبه بكثرتهم حتى اخذوه فاذا بامراة سوداء عظيمة المغلقة مفرطة الطول و العرض لا يفقه منها كلمة فرأها مقرب بن ماض فهاله امرها فكتوها بكل لغة علوها من لغة السودان فلم تجاوب بواحدة منها و تکلت بكلام لا يفهم و بقيت عندهم أياما ياتمرون في امرها فقال لهم مقرب نی ان ترسل و نركب الخيل العتاق السوابق و البحث العسار في أثرها